يوما بعد أخر تتزايد مؤشرات تآكل قدرات جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي تعصف به أزمة نقص جنود خانقة نتيجة الخسائر الفادحة التي يتكبدها في غزة ولبنان والتي أدت الى مقتل وجرح ألاف الجنود في ظل عجز تام عن سد هذا النقص.
ويظهر ان أزمة نقص الجنود في جيش الاحتلال ستتسع خلال الفترة المقبلة نتيجة استمرار حرب الاستنزاف المستمرة في غزة ولبنان التي تضيف أعداد جديدة في كل يوم من جنود الاحتلال الى قائمة القتلى والجرحى في ظل عجز تام من جيش الاحتلال على ترميم قدراته البشرية بسبب إصرار “نتنياهو” على عدم تمرير أوامر تجنيد اليهود المتزمتين “الحريديم ” والذي كان أحد الاسباب التي دفعت “نتنياهو ” لإقالة وزير الدفاع في حكومته “يواف غالانت ” بعد إصداره أوامر بتجنيد 7000 الاف من اليهود المتزمتين ” الحريديم ” لمواجهة أزمة التجنيد الخانقة التي تواجهها قوات الاحتلال.
الى جانب ذلك تُظهر المؤشرات ان قوات الاحتياط في جيش الاحتلال بدأت تتآكل وهو ما أكده معلّق الشؤون العسكرية في موقع “يديعوت أحرونوت” “الإسرائيلي”، يوآف زيتون، الذي كتب في حسابه على منصة “إكس ” ان نسبة الإلتحاق بألوية الاحتياط وصلت في الوقت الحالي الى 75 %.
وتؤكد وسائل الاعلام الاسرائيلية ان جيش الاحتلال يقلص بين الحين والاخر عدد الجنود في قطاع غزة وينقلهم الى الجبهة اللبنانية لتعويض النقص في عدد الجنود على هذه الجبهة والتي تشير المعطيات على الارض ان هذه الجبهة ستجعل من النقص الحالي في عدد الجنود أكثر شدة خلال الفترة المقبلة.
ووفق مراقبين فان أزمة نقص الجنود التي تتسع أكثر سيكون لها تداعيات خطيرة على جيش الاحتلال حيث ستجد قوات الاحتلال صعوبة كبيرة في إدارة عملياتها العسكرية وخصوصا على الجبهة اللبنانية التي يضغط فيها مقاتلو حزب الله بشكل كبير على قوات الاحتلال التي تتقهقر بإستمرار ولا تستطيع تثبيت وجودها في اي نقطة داخل الحدود اللبنانية وهو ما قد يؤدي في النهاية اعلان جيش الاحتلال مجبرا انهاء عمليته البرية في لبنان خصوصا وان أزمة نقص الجنود تترافق مع تحديات أخرى يواجهها جيش الاحتلال ومنها النقص الكبير في الدبابات والاليات العسكرية .
ويبدو ان توقعات اللواء “يتسحاق بريك” رئيس الكليات العسكرية السابق في جيش الاحتلال هي الاقرب الى التحقق اليوم حيث حذر في مقالة كتبها على “هارتس ” قبل إيام من إعلان جيش الاحتلال العملية البرية على لبنان من خطوة هذه العملية.. مؤكدا ان جيش الاحتلال قد يضطر الى الانسحاب من أي مناطق قد يصل اليها داخل الحدود اللبنانية نتيجة نقص التعزيزات العسكرية.
ووفق الخبراء العسكريين فان تآكل قدرات جيش الاحتلال الاسرائيلي والتي تتزايد يوما بعد اخر في ظل العجز التام عن ترميم هذه القدرات تؤكد ان ” نتنياهو ” يدفع بجيش الاحتلال نحو الانهيار.