تطور لافت على صعيد المواجهة بين المقاومة الاسلامية في لبنان وكيان الاحتلال الاسرائيلي اذا أعلن حزب الله قصفه اليوم لمرتين بالمسيرات الانقضاضية وبالصواريخ قاعدة ” الكرياه ” مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة لجيش الاحتلال في “تل أبيب” الى جانب قصف عدد من القواعد في ضواحيها تل ابيب ، وفي شمال فلسطين المحتلة .
عملية استهداف مقر وزارة الحرب التابعة لجيش الاحتلال لمرتين في يوم واحد والرفع التدريجي لسقف الايلام الذي ينفذه حزب الله ضد كيان الاحتلال له دلالات هامة ولعل أبرزها ان هذه العمليات هي رسالة قوية لقادة الكيان الاسرائيلي، ومن بينهم وزير دفاع الكيان المعين حديثا “يسرائيل كاتس” الذي قال في تصريح له ان كيان الاحتلال لن يقبل بوقف إطلاق حتى تتحقق أهداف هذه الحرب وفي مقدمتها نزع سلاح حزب الله وإجباره على التراجع الى ما وراء الليطاني .
ويمكن اعتبار استهداف حزب الله لوزارة الحرب لجيش الاحتلال رسالة لـ ” كاتس ” ولقادة كيان الاحتلال بانكم لستم في وضع يمكنكم من فرض شروط الاستسلام على المقاومة ،وان حزب الله ما زال لديه من القدرات والمفاجئات التي ستجبركم على التخلي عن هذه الاحلام .
الى جانب ذلك أراد حزب الله من خلال عملية استهداف وزارة الحرب في كيان الاحتلال والتي تأتي في ظل دخول جيش الاحتلال فيما سماه مرحلة التصعيد الثانية في جنوب لبنان ايصال رسالة بان الحزب قادر على التصعيد ايضا ، والوصول الى أهداف حساسة ومؤثرة على كيان الاحتلال ، وان أي تصعيد من جيش الاحتلال سيقابله تصعيد من المقاومة .
الرسالة الثانية التي أراد حزب الله ايصالها من خلال رفع مستوى سقف التصعيد واستهداف وزارة الحرب في كيان الاحتلال هي للأمريكي الذي يمارس دور الوساطة بان فرض الاملاءات على المقاومة غير ممكنة وان على الامريكي ان يصيغ مبادراته بما يحقق مطالب المقاومة الاسلامية، ويحافظ على مصالح لبنان إذا كان يريد فعلا حلا في لبنان وفيما اذا اختار الامريكي فرض الاملاءات فان المقاومة الاسلامية ماضية في حربها ضد الكيان الاسرائيلي ووفق الاستراتيجيات التي تراها مناسبة لإلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال .
يمكننا القول ان حزب الله يقول اليوم كلمته بأن أي اتفاق وتسوية لن تكون وفق المزاج الاسرائيلي ولا وفق ما تريده واشنطن ، وانما وفق ما تريده المقاومة الاسلامية .
كذلك يمكننا القول ان تصعيد حزب الله اللافت ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي هو ترجمة حقيقة من الحزب لما جاء في خطاب امينه العام نعيم قاسم والذي القاه في بداية شهر نوفمبر الجاري و الذي قال فيه : أن أساس أي تفاوض لوقف الحرب هو “وقف العدوان وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.
ويتوقع مراقبون ان يستمر مشهد التصعيد على الجبهة اللبنانية ،وبشكل أكبر خلال الفترة المقبلة خصوصا في ظل تبني قادة الاسرائيلي ومن بينهم رئيس وزراء الكيان “نتنياهو” لموقف استمرار الحرب في لبنان لإجبار حزب الله على الاستسلام وفق تصريحاتهم .