تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
عقب فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، تساءل الكثير عن كيفية تسيير ترامب للسياسة الأمريكية وإدارة البيت الأبيض.
الإجابات من قبل ترامب في طريقها للشارع العالمي كانت سريعة، ويبدو أن الكيان الصهيوني يفرض نفسه أمام ترامب هذه المرة بشكل أقوى من السابق، فقد اختار الرئيس الأمريكي العديد من الوزراء في مناصب حساسة، تحظى بالقبول الصهيوني في “تل أبيب”.
يقول الخبراء بدء ترامب، بتعيينات السياسة الخارجية بما في ذلك السفير الأمريكي لدى الكيان مايك هاكابي، والمبعوث إلى الشرق الأوسط – ستيف ويتكوف جاءت قبل العديد من التعيينات الأخرى، تشير إلى مدى الأولوية التي سيحظى بها الشرق الأوسط بالنسبة لترامب، على الرغم من الاعتقادات الأولية بأنه سيركز على أوكرانيا أولاً.
أسماء مثيرة للجدل
التركيز على الشرق الأوسط، لا يرضي نتنياهو فقط، بل ويشجعه على ضم الضفة الغربية، والمضي في أي استراتيجية، تخدم “تل أبيب”.
وبالنظر إلى الأسماء المختارة، عقب اختيار ترامب لـ “سوزي راليز” مديرًا لموظفي البيت الأبيض، سنجد شخصيات تميل للكيان الصهيوني، وستعمل ما بوسعها لحماية “إسرائيل” في ظل توتر الأوضاع في الشرق الأوسط، والأسماء:
1-إليز ستيفانيك: اختار الرئيس المنتخب عضو الكونغرس الجمهوري، إليز ستيفانيك، لتكون سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهي أكثر حماسة في دعمها للكيان، من الناحية الإيديولوجية، ووصفها ترامب بقوله إنها ” مقاتلة قوية وذكية للغاية من أجل أمريكا أولاً”.
قد لعبت إليز دورا محوريا في إطلاق “حملة صليبية Crusade” بحسب الخبراء لإثارة الذعر بشأن معاداة السامية العام الماضي.
2- السيناتور ماركو روبيو المعروف بميوله السياسية نحو الكيان الصهيوني، حيث دعمته بنجاح منظمة اللوبي الإسرائيلي “اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة- إيباك” دعما كبيرا بالمال والتنظيم في انتخابات تشرين الثاني 2010،هذا السيناتور الذي تم اختياره وزيرًا للخارجية، يبرر مجازر الاحتلال في فلسطين المحتلة، وقد رحب الائتلاف اليهودي الجمهوري (أشد مؤيدي إسرائيل في الحزب الجمهوري) بترشيح روبيو، وقالت المجموعة في بيان: “في هذه الأوقات الخطيرة بشكل غير عادي، فإن السناتور روبيو مدافع صريح عن إسرائيل وكان دائمًا يساند الدولة اليهودية”.
3- بييت هيجسيث، الذي تم ترشيحه من قبل ترامب وزيرًا للدفاع، سبق له الاستخفاف بالخسائر المدنية الفلسطينية أثناء عمله كمضيف في قناة “فوكس نيوز”.
الوزير الحالي شارك في الحرب على العراق وأفغانستان (كاحتياط)، وطور عنصرية قوية ضد العرب والمسلمين، وطالما هاجم في برامجه الفلسطينيين معتبرا كل المواطنين في غزة شركاء في هجوم 7 اكتوبر2023، كما إنه من أشد المناصرين للاستيطان، وضم الضفة الغربية المحتلة.
4- مايكل والتز، الذي اختاره ترامب مستشاراً للأمن القومي الأميركي: دعا علنًا إلى السماح للكيان “بإنهاء المهمة” أي القضاء على من تبقى من الغزيين، والسماح لنتنياهو فعل ما يشاء.
5- جون راتكليف مدير وكالة الاستخبارات المركزية ( CIA)، الرجل الذي يوصف بأنه الأكثر خبرة في مجال الاستخبارات، حيث سبق له العمل مديرا لوكالة “الاستخبارات الوطنية” لمدة 7 أشهر في نهاية الدورة الأولى للرئيس الحالي ترامب، هو الأخر يميل إلى الكيان، ودعا إلى مشاركة “تل أبيب” بما تمتلكه الولايات المتحدة من استخبارات وأصول استخبارية.
6 – مايك هاكابي، الذي اختير سفيرا أميركيا لدى الكيان الصهيوني، وهو أحد المؤيدين لضم الضفة الغربية ومن مناصري الاستيطان، لهذا تم اختياره صراحة لهذا المنصب.
تكامل الكيان الصهيوني إقليميًا
مراقبون أوضحوا أن مثل هذه التعيينات، تؤكد أن ترامب لا يزال مصرا على ترتيب أولويات التكامل الإقليمي للكيان الصهيوني، وتوسيع اتفاقيات التطبيع، ويجمع هؤلاء المرشحين قاسم مشترك، هو علاقاتهم القوية مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو.
الرئيس الأمريكي المنتخب الذي عرف عنه بالشخصية المتقلبة، كان من الصعب التنبؤ باتجاهاته السياسية؛ إلا أن اختياراته تُعطي مؤشرات لمرحلة ما بعد عودته للبيت الأبيض.
بالنظر إلى الموقف الإسرائيلي من اختيار ترامب رئيسا لأمريكا، كان هناك رغبة في فوزه، فقد صرح وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن جفير، أنه في ضوء هذه النتيجة، ينبغي أن يكون عام 2025 عام “السيادة” في “يهودا والسامرة”، أي ضم الضفة الغربية المحتلة.