شهد موسم الرياض الذي تقيمه السعودية حاليًا، مالم يشهده أي مهرجان أقيم في أي دولة سواء عربية أو أجنبية.
هذه المرة بلغ مدى الاستفزاز الذي افرزته الاحتفالات مداه، استنفار عربي – إسلامي، تجاه الإساءة للأماكن المقدسة في السعودية، جرت برضا تام من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تصدر المشهد، مجسم الكعبة المشرفة، وطواف عدد من العارضات الشبه عاريات حوله، في استعراض خارج عن استيعاب العقل، لما وصل إليه حال الانفتاح السعودي، على حساب المقدسات الإسلامية المنتشرة في المملكة.
لقد تسبب “موسم الرياض” بإثارة جدل كبير؛ لانحرافه عن القيم الإسلامية، خاصة بعرض مجسم للكعبة المشرفة ضمن العروض الفنية، وطواف عدد من الراقصات الشبه عاريات حوله.
تشويه الكعبة بمجسم يلفه المجون
وكانت فعاليات موسم الرياض، قد بدأت بعرض أجنبي قادته المغنية Becky G حَيثُ ظهرت فرقة راقصة تؤدي حركاتها بجوار مجسَّمٍ شبيهٍ بالكعبة المشرفة والذي استُخدم كشاشةِ عرض، حَيثُ ظهر المجسَّمُ في صورة مكعَّب أسود اللون ينزل من الأعلى ليتحول إلى شاشات عرض تظهر عليه مغنية أمريكية أُخرى وسط مجموعة من الراقصات.
وهو العرض المسيء الذي جعل السعودية وبن سلمان تحت طائلة النقد، والتأكيد على أن ولي العهد صاحب الأوامر العليا في تلطيخ مقدسات المسلمين بالمجون.
ولم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، بل طالت أَيْـضًا العرض الذي قدمته المغنية الأمريكية Becky G، مرتدية ما يشبه السيف تقول إحدى الروايات إنه سيف “ذو الفقار” وهو أشهر سيوف الإمام علي بن أبي طالب، حَيثُ جاء السيف ملفوفًا حول خصرها ومكتوب عليه جملة “كأني على سيفك ولدت”.
تعري الأمريكية جينفر لوبيز
وشملت فقرات الحفل ظهور المغنية الأمريكية جنيفر لوبيز، بملابس شبه عارية ومستفزة، استعرضت مفاتنها بشكل “خليع” لا يمكن تخيل أن يكون استعراضها في أرض المقدسات.
متابعون لجملة هذه الإساءات، منذ انطلاق الحفل الخميس الماضي، عبروا عن رفضهم لما يحدث في “موسم الرياض”؛ حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بلا استثناء، بالانحلال الذي يتم دعمه ماديًا وإعلاميا ببذخ، في بلاد الحرمين، ووصفه بأنه استفزاز لمشاعر المسلمين في أصقاع الأرض.
تبرير المجون بالانفتاح
المدافعون عن القصر الملكي وبن سلمان، خالفوا الأعراف والتقاليد وانساقوا للترويج لأفكار ولي العهد، ووصفوا تدنيس المقدسات بـ “سياسة الانفتاح” على اعتبار أن “موسم الرياض” احد مخرجاتها، هذه التبريرات تعكس “تصور شيطاني” يقتضي شغل الناس والهائهم عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وما يدور حاليًا من مجازر إبادة في فلسطين المحتلة ولبنان، من قبل الاحتلال الإسرائيلي, وتمهيدًا للتطبيع مع “إسرائيل” في المرحلة القادمة.
استنكار العلماء
من جهته، أصدر منتدى العلماء الذي يَضُمُّ نخبة من علماء العالم الإسلامي، بيانًا شديد اللهجة، أعرب فيه عن قلقه من المسار الذي تسلكه المملكة.
حفل لا يمت للفن
نقاد ورواد الفن قالوا “الحفل الذي تم لا يمت للفن بصلة في عرض صورة للكعبة المشرفة خلف الراقصات، وأن الحفل الذي أقيم له دوافع أخرى وليست فنية ولا يخدم الفن الأصيل الذي يحمل رسائل محبة وتسامح وسلام.
كما استنكرت نخب عربية وإسلامية الصمت العربي والإسلامي الذي وصفته بالمخزي حيال ما يحدث من مساس بالكعبة واساءة متعمدة لها، متسائلين: ماذا لو أقيمت مثل هذه الحفلات الماجنة وخلفها صورة الكعبة ب”الدنمارك” مثلا أو اي دولة اجنبية أخرى.
حقبة زمنية قبيحة
موسم الرياض، الذي أصبح ترند عالمي، حظي بسخرية كبيرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتنوعت تعليقات الناشطين والمتابعين، حيث وصف البعض ما يحدث ببداية النهاية، والتبرؤ ممن يقومون بتنظيم مثل هذه المهرجانات، كما استغرب البعض من كمية الوقاحة التي وصل إليها قادة السعودية، وقالوا بأن ما يعايشونه الآن في المملكة هو أقذر حقبة زمنية.
ودعا الناشطون علماء المملكة وقراء الحرمين الشريفين، إلى التصدي لما وصفوه بـ “حالة الانفلات” التي يشهدها موسم الرياض، مؤكّـدين أن الهدفَ الأولَ من هذا الموسم كان تقديم فعاليات اجتماعية موجهة للعائلة؛ بهَدفِ تعزيز الانحراف.