من هو المرشح المثير للجدل لمنصب قائد الأركان الإسرائيلي؟!
أشهر قليلة تفصل الكيان الإسرائيلي عن اختيار رئيس أركان جديد لجيشه، ففي مطلع العام 2019 ستنتهي دورة رئيس الأركان الحالي، غادي آيزنكوت، بعد اتمامه 4 سنوات في منصبه، لذلك حالياً نجد القيادات العسكرية ولاسيما وزير الدفاع يمهدون لاختيار رئيس أركان جديد يتناسب مع الرؤى الإسرائيلية وطبيعة الصراع الذي تعيشه المنطقة والتهديدات التي تحيط بهذا الكيان. […]
أشهر قليلة تفصل الكيان الإسرائيلي عن اختيار رئيس أركان جديد لجيشه، ففي مطلع العام 2019 ستنتهي دورة رئيس الأركان الحالي، غادي آيزنكوت، بعد اتمامه 4 سنوات في منصبه، لذلك حالياً نجد القيادات العسكرية ولاسيما وزير الدفاع يمهدون لاختيار رئيس أركان جديد يتناسب مع الرؤى الإسرائيلية وطبيعة الصراع الذي تعيشه المنطقة والتهديدات التي تحيط بهذا الكيان.
كيف يتم اختيار رئيس الأركان
أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الاسرائيلي، بدأ إجراء لقاءات تمهيدية بغرض اختيار رئيس الأركان المقبل للجيش، وهنالك 4 مرشحين أقوياء لخلافته، هم: يائير جولان، أفيف كوخافي، ونيتسان آلون، وإيال زمير، وجميعهم أعضاء في رئاسة الأركان. وقد اجتمع بهم ليبرمان، وفقاً لنظام اختيار رئيس الأركان، وحاول معرفة موقف كل منهم في موضوعات أساسية، مثل الموقف من إيران ومن “حزب الله” اللبناني ومن الوضع في قطاع غزة. وسيجتمع بهم نتنياهو أيضاً للغرض نفسه، وبحسب النظام، يختار وزير الدفاع اثنين منهم مرشحين نهائيين، حتى تختار الحكومة أحدهما.
وقبل ذلك على ليبرمان أن يستشير رئيس الوزراء السابق ووزراء الجيش السابقين وهيئة الأركان السابقة ومن ثم رئيس الأركان الحالي، المرحلة التالية هي المقابلات مع المرشحين والاستماع إلى خططهم والاطلاع على سيرتهم بعدها يتم إرسال أسمائهم إلى لجنة استشارية مختصة بتعيين كبار الموظفين للتأكد من أنهم جميعهم استوفوا الشروط.
ومن ثم وبعد الحصول على موافقة اللجنة يعود القرار إلى وزير الجيش ورئيس الحكومة وبعد التوافق بينهما على مرشح يتم عرضه على الحكومة للمصادقة عليه نهائياً.
جنرال مثير للجدل
تم طرح كما ذكرنا سابقاً أربعة أسماء لخلافة آيزنكوت، ومن بين هؤلاء الأربعة هناك اسم يعتبر حالياً محطّ انتقاد وجدل واسع في الأوساط الإسرائيلية الإعلامية منها والشعبية والعسكرية، الجميع يتحدث عن الجنرال يائير جولان، الذي تحاول السلطات الإسرائيلية ولاسيما المؤسسة العسكرية وقادتها تقديمه بأفضل صورة ممكنة وتمجيد إنجازاته في حروب سابقة والدفاع عنه والرد على جميع الذين ينتقدونه ويفرضون وصوله إلى منصب حساس مثل منصب رئيس الأركان، ولكن ما السبب ومن هو هذا الجنرال؟!.
الجنرال يائير جولان
شخصية مثيرة للجدل وهناك خلاف عليها داخل كيان الاحتلال ومؤسساته وأحدث “جولان” جدلاً واسعاً في الصحف الإسرائيلية منذ مدة طويلة بسبب تصريحات إنسانية كان قد أدلى بها تنطوي على انتقادات للفكر المتطرف لبعض المسؤولين.
يحمل جولان شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية ودرجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد وشغل مناصب مهمة أبرزها نائب رئيس الأركان حتى 2016 عندما خلّفه أيف كوشافي في المنصب، وتم تعيينه رئيساً مؤقتاً للأركان في يناير (كانون الثاني) من السنة الماضية، لمدة 18 يوماً، عندما تم إدخال رئيس الأركان الحالي، غادي آيزنكوت، المستشفى للعلاج، وكان قائداً للجبهة الداخلية وقائداً للقيادة الشمالية وقائد فرقة “يهودا والسامرة” وغيرها من المهمات، وخدم في حرب لبنان كجندي مظلي، ثم قائداً للكتيبة 890 وشارك في قمع الانتفاضة الأولى والعمل ضد المقاومة اللبنانية في الجنوب.
تصدر اسمه العناوين الصحفية عندما شبّه “اسرائيل” بالممارسات النازية قبل ثمانين عاماً في تعليقاته على اغتيال الفلسطيني عبد الفتاح الشريف على يد الجندي القاتل أليئور عزاريا في الخليل، ولكنه عاد وتراجع عن تصريحاته.
وقال جولان يومها إن ما يقلقه ويخيفه في ذكرى المحرقة هو “تشخيص أمور تبعث على الغثيان كانت قد حصلت في أوروبا عامة، وألمانيا خاصة، قبل 70 أو 80 أو 90 عاماً، وأن هناك أدلة على حصول مثل هذه الأمور في إسرائيل في عام 2016″، ثم قال إنه يفضل تعريض جنوده للخطر على أن يقتل امرأة فلسطينية مسنة تتقدم نحوهم من دون معرفة أهدافها.
وبعد هذه التصريحات جن جنون قوى اليمين المتطرف، لتطلق على الفور حملة شعبية ضد الجنرال جولان، بسبب هذه التصريحات، واعتبر اليمين الإسرائيلي هذه التصريحات يسارية لا تلائم رئيس أركان الجيش.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، فقد أرسلت عائلات ثكلى لليبرمان رسالة تقول فيها إن “تصريحات اللواء جولان تطرح صورة مقلقة حول ضابط مستعد لأن يتخذ المخاطرات وتعريض حياة جنودنا للخطر بينما يقارن بين دولتنا وألمانيا النازية، كأهل، وإخوة، وأزواج ثكالى فإن هذه التصريحات تقلقنا جداً، ونظمت عقب ذلك حركة “إم ترتسو” المتطرفة حملة إعلامية واسعة ضد ترشيح جولان، ما اضطر ليبرمان إلى إصدار بيان يدافع عنه فيه قائلاً إنه شارك في كل حروب “إسرائيل” وأبلى بلاء حسناً في “الانتصار على الأعداء”.
ومن ناحيته عبّر الجيش الإسرائيلي في بيان عن دعمه المطلق لتولي جولان هذا المنصب، حيث قال وزير دفاع الاحتلال أفيجدور ليبرمان، خلال تغريدة على موقع “تويتر” “يائير جولان هو ضابط ممتاز وقائد شجاع كرّس حياته لأمن إسرائيل.. حملة التحريض التي تُدار ضده في الأيام الماضية هي غير مناسبة، ولن تؤثر مطلقاً على عملية تعيينه رئيس لهيئة الأركان”.
الجنرال نيتسان ألون
أيضا ألون ” مواليد 1964″ لم يسلم من انتقادات المستوطنين الإسرائيليين، حيث يعتبره المستوطنون بأنه ليس الشخص المناسب لخدمة مصالحهم في الضفة الغربية، ومتهم بالتعاطف مع الفلسطينيين، ومعارضته للعقوبات الجماعية.
المصدر: الوقت التحليلي