تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
ساعات ثقيلة مرت على سورية ومحبيها على اثر مفاجأة الانسحاب المنظم للجيش من حلب وتركها للعصابات الارهابية.
حملات اعلامية منسقة ومشغولة سيطرت على الاعلام بينما كالعادة الاعلام السوري واعلام المحور بطيء وبليد الاداء.
الناعقون والمستعجلون انتصارا لنتنياهو ولشرقه الاوسط والساعون لإخراجه من هزائمه وهزائم دولته في الحرب الوجودي مع محور المقاومة وجبهاته التي توحدت في غزة ولبنان وتصاعد احتمالات انهيار كيانه هللوا كثيرا واطلقوا العنان لتهويماتهم واوهامهم.
الواقع اصدق انباء من الفبركات والاكاذيب.
تراجعت الحماسة لإسقاط سورية ودب التعقل وبدأت الانباء تتقاطر عن وقف زحف المعارضة وتلقيها ضربات قاصمة.
تتفق الانباء على ان الجيش امسك بالزمام وبدا التصدي ويحشد لحملة عاصفة لن تتوقف قبل الاطاحة بمناطق سيطرة الارهابين واستعادت ادلب وتصفية الوجود الاحتلالي التركي.
في تفسير ما جرى كلام عن مخطط متقن وعن سبق تصور بإخلاء حلب لاستدراج الارهابين وتبرير الحملة لتصفيتهم ولإحراج اردوغان وكشف موقعه وموقفه الحقيقي حليفا لنتنياهو وعاملا تحت امرته فقد استجاب واطلق الارهابين في ذات توقيت وقف النار في لبنان وكاستجابة فورية لإعلان نتنياهو ان هدفه سورية وايران.
وكلام اخر اختصره فارس الشهابي بتغريده مفادها انهم تركونا وتخلوا عنا للمرة الثانية وكانوا تركوا حلب وشعبها في المعاناة وتحت سيطرة الفاسدين والابتزازين وان حالة بيع وشراء وانهيار اصابت القوات المكلفة بحماية حلب وتامين اريافها.
الامر وقع والواقع ومعطياته تفعل تحت هول الجاري فاستنهض الجيش والشعب قواه وامن حماه ونظم خط الدفاع ويقال عن اعادة تكليف اللواء سهيل الحسن بقيادة الحملة لتطهير حلب وادلب فاللواء سهيل الحسن قاد حملات تطهير حلب وتدمر ودير الزور وارياف حماه على رأي فرقة النصر الجوالة فرقة النمر وقاد حملة نوعية غير مسبوقة في الحروب والجيوش وحرر بخمسة اشهر ١٨٤٠٠ كيلو متر وقاتل رجاله في ظروف شبه مستحيلة ولم يخسروا معركة واحدة وكان الرئيس امر بجعل فرقته فرقة خاصة تحت مسمى فرقة ٢٥ مهام خاصة وتأمنت من الروس وتشكلت كاهم الفرق ونموذج يحتذى في الحروب وتشكيلات جيوش القرن الواحد والعشرين وللقائد سهيل حظوة وتكريم استثنائي عند القيادة الروسية والرئيس بوتين شخصيا وهو الوحيد الذي اعطاه بوتين التمرة على السلاح الجو فصائي الروسي اثناء معركة تحرير دير الزور.
ثم نقل الى قيادة الوحدات الخاصة التي ترهلت كثيرا ولقرار النقل مهمة اعدادها واعادتها وجعلها مثيلا للفرقة ٢٥ اعترافا بقدراته ومكانته قائدا عسكريا استثنائيا وقد بدا الرجل من فوره.
سقوط حلب استدعى من القيادة اعادة تسميته بحسب التسريبات لقيادة حملة التحرير الثانية والمعلومات ان رجاله في قمحانه هم من امن حماه وريفها واوقفوا هجوم المعارضة وقمحانه للعلم بلدة سنية وفيها الاف الرجال الموالين للجيش والدولة وكانوا ابطال الدفاع عن حماه والتحرير الاول واساس فرقة النصر الجوالة فرقة النمر.
وفي الواقع ان المعارضة الارهابية ارتكبت خطا قاتل يستعجل حتفها. فأكدت انها مجرد اداة واستطالة ارهابية في خدمة مخططات اسرائيل وامريكا وهذا يحرقها ويعزلها شعبيا واجتماعيا والاهم انها بادرت في زمن الاختلال الفاضح في ميزان القوى الكلي والبيئة الاستراتيجية للحرب العالمية الجارية في سورية وفي الصراع العربي الاسرائيلي ولهذا سقطت التخيلات والاوهام ولم يجد الارهابيون انصارا او قوى دعم واسناد في المناطق التي اجتاحوها ولا في المدن والحواضر والمحافظات الاخرى على عكس ما كان في اعوام المحنة الأولى ولم يجدوا دعما عربيا واسلاميا وعالميا كما كانت الامور سابقا. وسيجدون انفسهم عراة ولن يساندهم او يمولهم احد وستتخلى عنهم تركيا ويغدر اردوغان بهم. فالزمن ليس زمن اوهامه العثمانية ولا زمن سيطرة الاخواني والوهابية والسلفية.
الامر المرجح ان يدفنوا في حلب وادلب وعاصفة النصر الجوالة بقيادة القائد العسكري الاستثنائي سهيل الحسن صانع انتصارات سورية والذي لا يقبل صفه الا صفة جندي الاسد تأكيدا لولائه للرئيس والجيش.
قلنا في بداية احداث سورية وقد انحسرت الدولة وسيطر الارهابيون على ٨٥% منها سورية عامود السماء يهتز ولا يقع. وقلنا ان ايران وروسبا ستقاتلان فيها كأنما يقاتلان على اسوار موسكو وطهران.
واليوم نقول؛ سورية عامود السماء ويستدعيها الزمن والجغرافية والحاجات لتكون القوة الرائدة في عربها لإتمام مهمة تجديد وعصرنة مشروعهم القومي ولعودتهم للتاريخ والجغرافية قوة مؤثرة تحت شمس الامم في زمن ولادة العالم الجديد الذي طال مخاضه في سورية ومعها ويأبى ان يولد الا في ساحل الشام والزوايا الذهبية الثلاث لصناعة مستقبل الانسانية بيروت وبغداد والقدس بيسان ودوما قاعدته الثابتة سورية.
الزمن يفرض حاجاته وتحرير سورية مهمة واجبة وهزيمة اردوغان وارهابه الاسود واسلامه الامريكي تناضرا وتكاملا مع هزيمة الكيان ومعهم سيدهم العالم الانجلو ساكسوني جارية في الزوايا الثلاث.
الى عصر جديد بشر به الشهيد السعيد القائد الفذ والاستثنائي السيد حسن نصرالله
نفتقدك وسنصلي في الاقصى ونتلو الفاتحة عن روحك والشهداء في كنيسة القيامة.
كاتب ومفكر ومحلل سياسي لبناني.