تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //
من خلال ردود الفعل على الهجمات التي تشنها التنظيمات الارهابية على مناطق الشمال السوري يتضح تماما عودة حلفاء دمشق بقوة الى الواجهة ووقوفهم الى جانب النظام السوري في مواجهة التنظيمات الارهابية التي تدعمها واشنطن و” تل ابيب ” بمساعدة “أنقره” وبتأييد بريطاني .. فيما تكتفي دول العالم ببيانات لا تخرج عن مربع التعبير عن القلق مما يحدث في سوريا وتداعياته على المنطقة .
دعم أمريكي إسرائيلي بمشاركة تركية
رغم ان واشنطن نفت علاقتها بما يحدث في سوريا الا ان دعمها لهذه الهجمات ظهر واضحاً في تصريحات مسؤوليها ومنهم المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي “شون سافيت” الذي قال في تصريحات له أمس الاحد : إن رفض نظام الأسد المستمر للمشاركة في العملية السياسية الموضحة في قرار مجلس الأمن رقم 2254، واعتماده على روسيا وإيران، خلق الظروف التي تتكشف الآن .
رد الفعل التركي جاء متطابقا مع الموقف الامريكي فبعد إدانة الخارجية التركية للهجمات السورية الروسية على أدلب معقل الجماعات الارهابية ظهر وزير الخارجية التركي خلال استقباله لنظيره الايراني عباس عراقجي بتصريحات تؤكد دعم بلاده لهذه الهجمات .
وقال فيدان أن الهجوم الذي تشنه فصائل مسلحة في الشمال السوري لا يمكن تفسيره كـ “تدخل خارجي .
وحمل فيدان الذي تدعم بلاده تنظيمات ارهابية مشاركة في الهجمات نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية غياب الحوار مع أسماها المعارضة .
رد الفعل الاسرائيلي لم يخرج عن نطاق الدعم للهجمات الارهابية فعقب تصريحات لرئيس وزراء الكيان ” بنيامين نتنياهو ” قال فيها ان ” إسرائيل ” تراقب ما يحدث في سوريا عن كثب ومصممة على المحافظة على منجزات الحرب في إشارة واضحة الى دعم هذه الهجمات ظهر وزير الخارجية الإسرائيلي “جدعون ساعر” في تصريحات جديدة قال فيها ان من مصلحة إسرائيل تصور مستقبل سوريا كدولة فيدرالية ، وهو ما يؤكد دعم الكيان الاسرائيلي لهذه الهجمات الارهابية لتمزيق سوريا .
وتأتي ردود الافعال الامريكية الاسرائيلية في الوقت الذي يؤكد فيه توقيت هذا الهجوم وقوف واشنطن و” تل ابيب” بمساعدة ” أنقره ” خلف هذا الهجوم وتحريك التنظيمات الارهابية بهدف زعزعة استقرار سوريا وقطع خطوط الامداد على حزب الله .
بريطانيا تدعم التنظيمات الارهابية
بريطانيا ظهرت ايضا كداعم للتنظيمات الارهابية وجاء موقفها متطابقا مع موقف واشنطن حيث اتهمت وزارة الخارجية البريطانية نظام الرئيس بشار الأسد “بتهيئة ظروف ما اسمته التصعيد” في سوريا، عبر رفضه المستمر الإنخراط في عملية سياسية واعتماده على روسيا وإيران ،
دعم روسي إيراني لسوريا
في مقابل الدعم الامريكي الاسرائيلي التركي جاء رد الفعل الروسي الايراني قويا وداعما للنظام السوري حيث أكدت طهران وموسكو دعمهما للرئيس الاسد .
وفي تصريح له اليوم أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي اليوم مواصلة دعم بلاده رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقال بيسكوف انه سيتم تحديد الموقف اللازم لتحقيق استقرار الوضع “في سوريا ” .
وتأتي تصريحات بيسكوف فيما تشارك روسيا بقوة الى جانب الجيش السوري في التصدي للهجمات الارهابية عن طريق سلاح الجو الروسي .
الموقف الايراني جاء ايضا مطابقا للموقف الروسي حيث بادرت طهران لإرسال وزير خارجيتها لتدارس الدعم الذي ستقدمه طهران لدمشق .
من جانبه قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني إن الجيش السوري وجبهة المقاومة سيردان بحسم وقوة على ما أسماها “أعمال الصهاينة” في سوريا.. فيما أكد الرئيس الايراني اليوم رفض بلاده “كل محاولات النيل من وحدة سوريا واستقرارها”، واستعداد طهران لتقديم كل أشكال الدعم لدمشق “للقضاء على الإرهاب وإفشال أهداف مشغليه وداعميه”. .
كذلك أبدت العراق دعمها الكامل لسوريا في حربها على الارهاب حيث أكد الرئيس العراقى عبداللطيف جمال رشيد، اليوم حرص بلاده على استقرار سوريا وأمن البلاد، والعمل من أجل منع توسع دائرة الصراع.. فيما أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وقوف بلاده إلى جانب سوريا، في ظل الظروف الراهنة.
كذلك أكدت الصين دعمها لنظام الرئيس السوري بشار لأسد في “جهوده للحفاظ على الأمن القومي والاستقرار”، وفق ما أفاد الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي اليوم.
وقال لين جيان إنَّ الصين على اعتبارها “دولة صديقة لسوريا” مستعدة “للمساهمة بشكل إيجابي لمنع تدهور الوضع .
قلق وإدانات
الى ذلك أجمعت معظم دول العالم على تأكيد “القلق” من تداعيات ما يحدث في سوريا ، وعودة التنظيمات الارهابية الى الواجهة وتداعيات ذلك على المنطقة .
تواصل المعارك
وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين التنظيمات الارهابية والجيش السوري الذي يتصدى لهجوم المسلحين شمال شرق حماة ويستهدف تحركاتهم في إدلب وحلب حيث أعلن الجيش السوري شنه خلال الساعات الأخيرة غارات جوية على مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، وذلك لاستعادة مناطق استحوذت عليها الجماعات المسلحة في هجوم واسع بدأته الأسبوع الماضي.
وشدد الجيش السوري، في بيان له، اليوم على جهوزية وحداته وإصراره على مواصلة عملياته والتصدي للتنظيمات الإرهابية لطردها من الشمال.
وقال البيان، إنّه خلال الـ 24 ساعة الماضية تواصلت الاستهدافات، بالتعاون مع القوات الروسية، منفذين ضربات مركزة جوية وصاروخية ومدفعية على مواقع الإرهابيين ومستودعاتهم وخطوط إمدادهم ومحاور تحركهم في ريفي حلب وإدلب.
وأكّد أنّ الضربات الدقيقة التي شنّتها قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الروسية، أدت إلى تدمير خمس مقار قيادة، وسبع مستودعات ذخيرة وسلاح متنوع بعضها يحتوي طائرات مسيّرة، خلال 24 ساعة، بالإضافة إلى القضاء على ما يزيد على 400 إرهابي بينهم جنسيات أجنبية متعددة خلال الساعات الماضية في ريفي حلب وإدلب.
وتحدث البيان أيضاً عن بدء التحرك على محاور عدة في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل.