ما سر التقارب بين “الإصلاح” والفصائل الموالية للإمارات في اليمن؟
ما سر التقارب بين “الإصلاح” والفصائل الموالية للإمارات في اليمن.. هل سيعود الإصلاح للعب دور في اليمن من بوابة تنسيق أمريكي بغرض استئناف الحرب ضد قوات صنعاء بسبب مواقف حكومة صنعاء من غزة؟
تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //
شهدت الساحة السياسية الموالية للتحالف مؤخرا تطورات مثيرة للجدل فيما يتعلق بعودة حزب الإصلاح إلى حضن قيادات حزب المؤتمر “جناح الامارات” بعد 13 عاما من الصراع الذي خاضه “الإصلاح” ضد قيادات “عفاش”.
ما تجلى مؤخرا لدى قيادات الإصلاح” فرع “تنظيم الاخوان في اليمن” لم يعد مجرد مغازلة سياسية، بل تعدى ذلك من وجهة نظر مراقبين، إلى تسليم مطلق بعد أن تلقى الحزب صفعات وضربات عسكرية وسياسية موجعة في المحافظات الجنوبية بدء من “عدن، ثم أبين و سقطرى، شبوة، تعز، مأرب”، وسحب البساط من تحت قدم حزب الإصلاح بالقوة المفرطة لصالح الفصائل الإماراتية.
ويعتبر حزب الإصلاح وخاصةً في المناطق الجنوبية من ألد الخصوم للفصائل الإماراتية حيث تلقى ضربة موجعة سحقت قرابة 300 مجندا من مسلحيه بغارة جوية إماراتية في نقطة العلم شرق عدن لمنع دخولهم المدينة بعد سيطرة فصائل الانتقالي على عدن في أغسطس 2019، في مجزرة مريعة، وما تلاها من السيطرة على سقطرى يونيو 2020م.
ظهور امين حزب الاصلاح عبد الرزاق الهجري، في مدينة المخا الخاضعة لسيطرة فصائل “طارق عفاش” غرب محافظة تعز في احتفالية تمجد “علي عبدالله صالح” خطوة جديدة من إعلان التوبة بالظاهر، تثير تساؤلات عديدة لدى المراقبين، حول سر العودة المفاجئة التي يراها البعض انتكاسة رهيبة للاصلاح في مختلف الجوانب.
وتفيد معلومات عن احتمال وجود ضغوط إماراتية قوية على حزب الإصلاح لاعادته إلى حضن قيادات “عفاش” وذلك بعد اسقاط سلطاته وانهاء تواجده المسلح مؤخرا في شبوة، وتقليص نفوذه في مأرب عن طريق الفصائل التي يشرف عليها “صغير بن عزيز”، وكذلك مناطق الحجرية ومديريات تعز الغربية عن طريق “عفاش”.
رغم هذا التقارب إلا أن حزب الإصلاح لا يزال ينفذ العديد من الهجمات العسكرية ضد فصائل الانتقالي في مودية والصعيد من مديريات أبين وشبوة منذ توجه فصائل الإمارات للسيطرة على معسكرات الإصلاح في أبين عقب مواجهات طاحنة تمخضت عن طرد قوات الحزب من مدينة عتق مركز محافظة شبوة في أغسطس 2022م.
فيما يرى مراقبون سياسيون أن الإصلاح يلعب دورا ليحافظ على مصالحه السياسية عن طريق إعلان التوبة بالولاء للإمارات ليحافظ على ما تبقى من نفوذه في تعز ومأرب، بعد أن انتهت مصالحه السياسية في كافة المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن باستثناء مديريات حضرموت الوادي التي لا يزال محتفظا بقوته العسكرية فيها جراء التدخلات السعودية، على خلفية المحاولات الإماراتية منذ إعلان فصائلها عملية “سهام الشرق” الاتجاه نحو وادي حضرموت عقب سيطرتها على معسكرات الإصلاح في شبوة.
رضوخ الإصلاح للإمارات ظهر جليا وواضحا من خلال الاسراف في تمجيدها عن طريق قياداته دون غيرها، وسط حالة صمت رهيبة لقيادات الإصلاح عن المجازر والجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي لأكثر من عام بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في ظل اتهامات يواجهها حزب الإصلاح بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، تمكن خلالها الحزب بحسب ناشطين حقوقيين من الاستحواذ على المليارات من المساعدات والتبرعات المقدمة من الشعب اليمني للشعب الفلسطيني طيلة العقود الماضية.
وتعد عودة الإصلاح إلى حضن قيادات “عفاش” تطورا يؤكد هامشية دوره السياسي والعسكري بعد استحواذ الامارات على القرار عن طريق القيادات الموالية لها في “مجلس القيادة” التابع للتحالف، مع الاحتفاظ بمراوغته والالتفاف حول عنق كل من يحيط بهم وتحسن الفرصة المناسبة للانقضاض عليهم.
حزب الإصلاح يقدم وثائق اعتماده ضمن قوى التنسيق الأمريكي بغرض العودة للحرب ضد قوات صنعاء من أجل الاحتلال الإسرائيلي