في خضم ما يجري في سوريا من فوضى تقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي لتستولي على المنطقة العازلة في الجولان السوري معلنة ضمها للكيان الاسرائيلي وإقامة منطقة عازلة جديدة تزامنا مع ضربات جوية وجهتها لمراكز حساسة في سوريا منها مركز البحوث العملية بدمشق والذي تدار فيه برامج لتطوير الاسلحة الباليستية، وقواعد للدفاعات الجوية وقواعد استراتيجية أخرى تحتوي مخزونًا كبيرًا من الصواريخ والقذائف التابعة للقوات المسلحة السورية، وهو ما يؤكد النية لدى قادة الكيان الاسرائيلي لتدمير قدرات سوريا العسكرية.
ما حدث اليوم من تحرك لقوات الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة العازلة في الجولان ما هو الا بداية لتوسيع الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي السورية، والذي قد يمتد الى مناطق أخرى خلال الفترة المقبلة.
ومن خلال التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي ” بنيامين نتنياهو ” من مرتفعات الجولان المحتلة والتي قال فيها ان كيانه يمد ما سماه “يد السلام للأكراد، والمسيحيين، والمسلمين الذين يريدون العيش بسلام مع “إسرائيل” سيتضح ان هناك مخطط تُحضر له ” تل ابيب ” وواشنطن لإعادة رسم الخرائط في سوريا وتقسيمها الى “كنتونات ” وفق ما يتماشى مع الصورة التي يريد كيان الاحتلال ان تكون عليه منطقة الشرق الاوسط.
ووفق مراقبين فانه بالرغم من الهدوء الذي ظهر في سوريا عقب سيطرة الجماعات المسلحة على دمشق وسقوط الاسد فانه من الصعب بقاء هذا الهدوء باعتبار الاختلافات والتباينات بين هذه الجماعات المسلحة وانتمائتها وتبعياتها حيث من غير المستبعد المواجهات المسلحة بين هذ الفصائل في المستقبل القريب على مراكز النفوذ وشغل الفراغ الذي تركه سقوط النظام السوري، الى جانب المواجهات المتوقعة بين هذه الجماعات، وبين ” قسد ” المدعومة أمريكياً.
وحسب المراقبين فأن اتجاه سوريا نحو الفوضى هو السيناريو الاقرب الى التحقق بعد سقوط نظام الاسد، وبما ان مصلحة ” تل ابيب ” وواشنطن إغراق سوريا في هذا الفوضى، ستعملان على تغذية هذه الصراعات، وبما يضمن لهما تطبيق مخطط تقسيم سوريا، وضمان توسع الاحتلال الاسرائيلي داخل الاراضي السورية.