المصدر الأول لاخبار اليمن

سوريا نحو المجهول المخيف.. ما الذي ينتظرها بعد انهيار نظام الأسد؟

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

كشفت التطورات المتسارعة على الساحة السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، بأن زهرة الشام وقلبها النابض في خضم الانزلاق نحو المجهول المخيف كما كشف أيضاً عن الجهات المستفيدة من تلك الدراما المخيفة وفي مقدمتها كيان الاحتلال التي توغلت في الجنوب السوري بهدف توسيع كيانها الاستعماري.

ما حدث خلال الثلاثة الأيام الماضية من توغلات كبيرة لقوات الاحتلال فيما يسمى بـ”الخط البنفسجي” وهضبة الجولان وقربها من العاصمة السورية دمشق يراها -المراقبون- بأنها بداية لتغذية حقبة الاستعمار الصهيوني نحو التوسع في مناطق سورية جديدة، قد يمتد إلى دول أخرى حسب تصريحات سابقة لقادة أخطر حكومة صهيونية متطرفة.

نوايا استعمارية

اليوم الثلاثاء، أعلن رئيس حكومة كيان الاحتلال “بنيامين نتنياهو” أن الجزء الذي سيطرت عليه قوات الاحتلال وضمته من هضبة الجولان السورية سيظل “إسرائيلياً” إلى الأبد.

هذا الإعلان أغلق الأبواب وراء ملامح أي أفق سياسي لسوريا جديدة ديمقراطية بل أظهر عن نوايا شيطانية تنتظر السوريين وعن حقبة استعمارية صهيونية جديدة قد تتجاوز حدود الأرض السورية باتجاه العراق والأردن ومصر والسعودية، كما عبر عنها قادة وجنرالات كيان الاحتلال في مناسبات عدة.

ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أن كيان الاحتلال أكدت لها أن احتلالها لهضبة الجولان والمناطقة العازلة المتمثلة فيما يسمى بـ”الخط البنفسجي” مؤقت لدواعي أمنية.

إلى ذلك نقلت إذاعة قوات الاحتلال عن مصدر أمني كبير أن توغل “إسرائيل” العسكري في جنوب سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.

ونقلت رويترز أيضا عن مصدرين أمنيين إقليميين أن القوات “الإسرائيلية” وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.

ووفق أفادت ناشطون سوريون سارعت قوات الاحتلال اليوم الثلاثاء في مطالبة أهالي بلدة الحرية في ريف القنيطرة الشمالي إخلاءها وكذا مطالبة سكان بلدة الحميدية بتسليم أسلحتهم لقواتها المحتلة للبلدة.

ويُعد هذا التوغل الذي تمت فيه السيطرة على كامل هضبة الجولان وجبل الشيخ الاستراتيجي ومناطق عدة من محافظة القنيطرة خرقًا لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين سوريا وكيان الاحتلال عام 1974، والتي تُدار بموجبها المنطقة منزوعة السلاح “الخط البنفسجي”.

المثير للدهشة إنه لم يصدر حتى اللحظة أي موقف من الجماعات المسلحة التي باتت تحكم سوريا، أي موقف ازاء توسع الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية.

المجهول المخيف

المشهد السوري يؤكد جلياً أن سوريا التي تمر هذه الأيام بأصعب مراحلها التاريخية هي بوابة مخطط أمريكي وصهيوني مجهول دُبر بليل لإعادة رسم خرائط الشرق الأوسط الجديد الذي يبدأ من تقسيم سوريا إلى خمسة “كنترونات ” منزوعة السلاح.

الإصرار الصهيوني وبإيعاز أمريكي على تدمير كافة القدرات العسكرية السورية من خلال شن غارات جوية وقصف صاروخي من البوارج الحربية والتي صفتها وسائل الإعلام العبري بأكبر موجه غارات في تاريخ كيان الاحتلال يؤكد أن “تل أبيب” ومن خلفها الإدارة الأمريكية تمهدان الطريق لبدء حروب أهلية مناطقية وعرقية وطائفية في الأرض السورية بعد افراغ سوريا من كافة الأسلحة الاستراتيجية والدفاعية لضمان أمن كيان الاحتلال.

في السياق، إذاعة قوات الاحتلال كشفت اليوم الثلاثاء، عن مشاركة 350 مقاتلة حربية في تدمير أكثر من 320 موقعاً عسكرياً في سوريا يحتوي على طائرات حربية ومروحية وصواريخ استراتيجية ودفاعية و6 قطع حربية في ميناء اللاذقية.

وعلى ما يبدو لم تنتظر فصائل المسلحين استكمال الإدارة الأمريكية وحليفتها “إسرائيل” تهيئة الساحة لاندلاع الحرب الأهلية في سوريا حثث سارعت “قسد” والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا للقتال في حلب ومنبج.

قد يعجبك ايضا