المصدر الأول لاخبار اليمن

سوريا خارج معادلات الصراع.. تناقضات وجدانية تقود المشهد

يبدو أن الجماعات المسلحة في سوريا، قررت التخلي عن كل أسباب التردد فيما يخص مواقفها من الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

لم تكد تمر أيام قليلة على سيطرة الجماعات المسلحة على سوريا، حتى بدأت تلك الجماعات إجراءات فعلية، تجاه المقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت الجماعات الحاكمة لسوريا أمس الجمعة حضر أنشطة فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا، فيما يبدو بأنها رسالة تطمين واضحة للولايات المتحدة و”إسرائيل”، أن سوريا تحت حكم “جبهة النصرة” لن تقتصر على عدم حمل أي توجهات عدائية لإسرائيل، بل ستذهب لحضر أي أنشطة معادية للإسرائيليين في سوريا.

ويعتقد كثير من المراقبين، أن “هيئة تحرير الشام” الحاكم الجديد لسوريا، تتجه بسوريا إلى مواقف نقيضة تماما لمواقف نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد تجاه “إسرائيل”، وهي توجهات تأتي امتدادا لمواقف تركيا أردوغان، التي تعلن الانتقاد لإسرائيل إعلاميا بسبب مجازر غزة، دون أن تتخذ أي موقف عملي يترجم تلك التصريحات نحو إسرائيل.

ويرى كثير من المحللين، أن الجماعات المسلحة الدينية التي استولت على الحكم في سوريا، تتناقض وجدانيا مع العقيدة الدينية التي تمثل أساس تلك الجماعات، حيث أعلن قائد الجماعات المسلحة في سوريا احمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني” في مقابلتين مع قناة “سكاي نيوز” الإنجليزية، الأربعاء الماضي، ومع قناة الجزيرة اليوم السبت، أنه ” ليس بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل”. رغم كل ما أحدثته الأخيرة من احتلال للمزيد من الأراضي السورية، وتدمير مكتسبات سوريا العسكرية والحيوية على مدى سبعة عقود من عمر الجمهورية السورية.

ولايبدو أن الجولاني في مواقفه من إسرائيل يفرط بحق السوريين فقط في الأرض والمقدرات، ولكن يبدو أنه يتنازل عن مبدأ مهم من مبادئ الإسلام والمتمثل في قتال العدو الذي يحتل الأرض ويهاجم البلاد.

ورغم أن الجولاني أعلن في مقابلته مع الجزيرة اليوم السبت، أن ” الاعتداءات الإسرائيلية ستؤدي إلى إشعال الصراع في المنطقة” وليس مع سوريا، وهو تصريح استخدم خلاله الجولاني السياسة الفضفاضة في غير مكانها، بحكم أنه أصبح المعني الأول بالدفاع عن سوريا، فإذا لم يقم حكام سوريا للدفاع عنها فمن سيفعل ذلك!

أيام قليلة فقط من سيطرت الجماعات المسلحة على سوريا، تكشفت خلالها الكثير من الحقائق، ولا يبدو أن القادم في سوريا قد يخرج عن أجندات اقتتال داخلي عنيف، لن يطال بأي شكل من الأشكال “إسرائيل”.

قد يعجبك ايضا