تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
في ظل التصعيد بين الجماعات المسلحة السورية وما تُسمى قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكياً، يعود الحديث عن عودة “داعش” إلى الواجهة في سوريا، وهذه المرة عبر الإعلام الأمريكي الذي بدأ بالترويج لفكرة هروب عناصر “داعش” من معسكرات الاعتقال التي تخضع لسيطرة “قسد”.
ووفقاً لصحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، فإن المسؤولين الأمريكيين يخشون مما وصفته بـ”سيناريو كابوسي” في سوريا يتمثل في هروب عدد كبير من مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي من السجون المؤقتة.
ومع عودة الحديث الأمريكي عن “داعش” في سوريا، تبرز العديد من الأسئلة، ومنها: لماذا يتم الاحتفاظ بعناصر “داعش” في هذه المعسكرات حتى اليوم رغم خطورتهم؟ ولماذا لا يتم نقلهم إلى أماكن آمنة للحيلولة دون فرارهم ومنع ظهور “داعش” من جديد في سوريا؟
في الحقيقة، فإن إنشاء هذه المعسكرات الخاضعة لسيطرة “قسد” بحد ذاته يؤكد وجود رغبة أمريكية في الاحتفاظ بعناصر “داعش” وعدم التخلص منهم نهائياً، مما يبقيهم ورقة بيد واشنطن تحركها متى تشاء لخدمة استراتيجيتها المشتركة مع “تل أبيب” في سوريا والمنطقة بشكل عام. ومن الواضح أن إغراق سوريا والمنطقة بالفوضى بات هدفاً للكيان الإسرائيلي.
ووفقاً لمراقبين، فإن ظهور “داعش” في هذا التوقيت في سوريا لا يخدم سوى الكيان الإسرائيلي وتوجهاته. وبالتالي، فإن أي ظهور لـ”داعش” من جديد في سوريا قد يكون جزءاً من الخطة المشتركة بين واشنطن و”تل أبيب” لإعادة رسم مستقبل الشرق الأوسط الجديد.
وبحسب التقارير، فإن حوالي 10,000 عنصر من “داعش” يتواجدون في معسكرات الاعتقال التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وقد ينخرطون في العمل الميداني إلى جانب العناصر الموجودين في البادية السورية، الذين يُقدر عددهم بحوالي 1,200 عنصر.
ويرى المراقبون أن ما يعزز فرضية توجه “واشنطن” لإعادة “داعش” إلى الواجهة في سوريا هو عدم جدية واشنطن في القضاء على التنظيم الإرهابي خلال الفترة الماضية، رغم قيادتها لتحالف دولي لهذا الغرض.