ايرلندا تتصدر الدول الداعمة لـ فلسطين.. مستعمر واحد ومعاناة دامية
تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//
فتحت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، أنظار العالم إلى قضية فلسطين المحتلة، بشكل أوسع مما كانت عليه الرؤية سابقًا، وشاهد العالم أجمع في ظل تطور وسرعة وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، بشاعة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
كانت انعكاسات عملية طوفان الاقصى، تحظى بدعم إيجابي على مستوى شعوب العالم، حتى مع تأرجح حكوماتهم، واتخاذ قرارات صارمة تجاه الاحتلال.
من بين دول العالم برزت ايرلندا كواحدة من الدول التي تضامنت حكومة وشعبًا مع فلسطين المحتلة، وناهضت الاحتلال الإسرائيلي صراحة.
ايرلندا كانت في مقدمة الدول التي اعترفت في مايو الماضي، وقررت إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معهم، كما دعا وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن الاحتلال إلى احترام قرار الدول الديمقراطية ذات السيادة بالاعتراف بدولة فلسطين، وشهد نوفمبر الماضي تعيين سفيرة فلسطينية لديها، وذكرت مصادر حكومية أن الدبلوماسية جيلان وهبة عبد المجيد، التي ترأس حاليا البعثة الفلسطينية في ايرلندا، ستتولى هذا المنصب الجديد.
ايرلندا تشكو “إسرائيل” للجنائية الدولية
وبعد قيام جنوب إفريقيا برفع دعوى في محكمة العدل الدولي، تتهم الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة في غزة، أعلن وزير خارجية ايرلندا مايكل مارتن، في الـ12 من الشهر ديسمبر الجاري، انضمام بلاده إلى جنوب إفريقيا ورفع دعوى ضد الاحتلال، وكان البرلمان الايرلندي قدم مقترحًا في نوفمبر الماضي، يدعو إلى وقف جميع أشكال التجارة في المعدات العسكرية مع الاحتلال، ومنع بيع المواد ذات الاستخدام الثانوي، وإغلاق المطارات والمجال الجوي أمام الطائرات التي تحمل أسلحة إلى “إسرائيل”، وفرض عقوبات سفر وتجارية ودبلوماسية على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
تحول سفارة “إسرائيل” لمتحف فلسطيني
المواقف المناهضة للاحتلال من قبل الحكومة الايرلندية دفع “الخارجية الإسرائيلية” عبر وزيرها جدعون ساعر، إلى إغلاق سفارة “إسرائيل” في العاصمة دبلن الأسبوع الماضي، واصفا ايرلندا بـ”معاداة السامية”، هذا الاغلاق المفاجئ لسفارة الاحتلال، سنح بفرصة جديدة لتحويل “السفارة” إلى متحف فلسطيني.
وقالت صحيفة “irishtimes” إنه في أعقاب قرار “إسرائيل” بإغلاق سفارتها في دبلن، يبحث متحف فلسطين إمكانية استئجار المقر ذاته لافتتاح فرع جديد.
طلاب الجامعات يتضامنون
المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية على الحرب والحصار في غزة، والتضامن مع فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي لم تقتصر على عامة الناس هناك، فكان للطلاب في الجامعات دور كبير في رفضهم لمجازر الاحتلال، وشهدت جامعات ايرلندا موقف طلابية داعمة للفلسطينيين، انتهت باستجابة الجامعات لكل المطالب التي وضعها الطلاب والأكاديميون، وفي مقدمة تلك المطالب سحب استثمارات الجامعات من الاحتلال الإسرائيلي.
صندوق الاستثمار الايرلندي
على الصعيد الاقتصادي، قررت الوكالة الوطنية لإدارة الخزانة الايرلندية سحب استثمارات صندوق الاستثمار الاستراتيجي الإيرلندي من الشركات الإسرائيلية التي “لديها أنشطة معينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
من جانبه، أوضح معهد التصدير الإسرائيلي أن التجارة السنوية بين “إسرائيل” وايرلندا في عام 2023 بلغت 5.9 مليار دولار حيث يصدر الكيان منتجات بقيمة 2.5 مليار دولار من الإلكترونيات والمعدات الصناعية بينما تستورد منها منتجات بقيمة 500 مليون دولار من معدات إلكترونية وأدوية، وهذا ما يمثل ضربة كبيرة من الناحية التجارية، حيث كانت السفارة في دبلن تسهم في تسهيل دخول الشركات الإسرائيلية إلى السوق الأيرلندية؛ وهو ما سيختفي مع إغلاقها.
مقاطعة كوكاكولا
عطل نشطاء مؤيدون لفلسطين من مجموعة “Lasair Dhearg” عرض عيد الميلاد الشهير في بلفاست، الذي ترعاه شركة “كوكا كولا”، احتجاجًا على الإبادة الجماعية في غزة ولتسليط الضوء على دور كوكا كولا وغيرها من الشركات في هذه الإبادة. وفي بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت المجموعة: “إن كوكا كولا، برعاية زينة عيد الميلاد في مدخل جوي، تحاول تبييض دورها في هذا المشروع الإبادي.”
ملاعب ايرلندا حاضرة ضد “إسرائيل”
وفي الجانب الرياضي، شهدت ملاعب ايرلندا العديد من وقفات الاحتجاج ضد “إسرائيل” وزينت المدرجات بالأعلام الفلسطينية، ولافتات طالبت بمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، كما رفض المنتخب الأيرلندي للسيدات مصافحة نظيره الإسرائيلي، قبل المباراة الأولى لتصفيات بطولة أوروبا لكرة السلة للسيدات 2025 في ريغا بدولة لاتفيا، فبراير الماضي.
