في ظل التوترات والنزاعات: تصاعد وتيرة تصفية الموالين للنظام السابق في سوريا
تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
تصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات تصفية منتسبي الجيش السوري السابق في مناطق عدة من سوريا، حيث شهدت مناطق متفرقة في سوريا خلال الأيام الأخيرة سلسلة من عمليات الإعدام التي استهدفت جنودًا وضباطًا وموالين لقوات النظام السابق بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وتأتي هذه الجرائم في وقتٍ يشهد فيه المشهد السوري توترات وصراعات متزايدة بين الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا والتي تقلدت مقاليد الحكم في سوريا ما بعد الأسد والفصائل المدعومة من الولايات المتحدة خاصة احتدام المعارك بينهما في شرق ريف حلب، ومن جهة أخرى العودة القوية وبشكل سريع ومفاجئ للعناصر الإرهابية “داعش” في البادية السورية.
ويرى المهتمون بالشأن السوري أن تلك التوترات التي جاءت وسط تغييرات داخلية وتحركات دولية لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، قد تعصف بسوريا الجديدة إلى مستنقع الاقتتال والتقسيم.
تصفية بالمئات
ووفقًا لوسائل إعلام سورية ودولية وتقارير حقوقية، تركزت معظم عمليات إعدام عناصر الجيش السوري السابق، في محافظات درعا، والسويداء، وحمص وحلب، لتصل إلى مؤخرًا إلى مناطق الساحل السوري وبالقرب من الحدود البرية مع لبنان وهي مناطق كانت قد شهدت مواجهات عنيفة بين الفصائل السورية المسلحة ضد قوات النظام السابق المدعومة من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني خلال السنوات الماضية.
في أحدث هذه العمليات، أعدم اليوم الأحد، 14 جنديًا وضابطًا من جيش نظام الأسد على يد مسلحين يتبعون “هيئة تحرير الشام” التابعة لـ”حكومة سوريا المؤقتة” والتي أطلقت على الهيئة المصنفة على قوائم الإرهاب مسمى “إدارة العمليات العسكرية” في بانياس وجبلة وريف حماة.
هذا ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من النظام السوري الجديد كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الإعدامات الأخيرة، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن عمليات الإعدام تمت على يد “مجموعاتٌ مسلحة، تستقلُّ سيارات ويلبس أفرادها الزي الرسمي لإدارة العمليات العسكرية في سوريا“.
إلى ذلك عرض المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، مشهد فيديو لجنود من “هيئة تحرير الشام” يقترفون مئات عمليات القتل الميدانية والاعدامات في شوارع أحد المدينة كلها بحجة الفلول جيش النظام السابق، دون محاكمة قد تقتل في سوريا ولا من مندد، بحسب المرصد.
وأضاف المرصد: “أعاننا الله دخلنا نفقا مظلما من الدموية”.
ولعل أكثر عمليات الإعدام وحشية قيام عناصر مسلحة يعتقد أنها من تنظيم “داعش” الإرهابي في 10 ديسمبر الجاري بإعدام 54 عنصرًا من الجيش السوري السابق قرب كازية في منطقة السخنة في بادية حمص، أثناء فرارهم من ريف دير الزور.
دعوات هل تجد “آذان صاغية”