أبو اليمامة يلهب نيران الخلافات بين الإماراتيين و “حلفائهم” .. الجنوب يعيش مخاض المرحلة القادمة

تحليل خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//

تأخذ التوترات الحاصلة بين الحركات التابعة للاحتلال الإماراتي وحكومة ” الشرعية” في عدن خطاً تصاعدياً قد لا يتوقف إلا بإنفراد احد الطرفين بالسيطرة الكاملة على المحافظات الجنوبية وعلى رأسها  عدن.

وتنذر تداعيات الهجوم على الكلية العسكرية امس في عدن ،  أن كلا الطرفين اخذ يحد اسلحته لمواجهة الأخر، معلناً بدء العد التنازلي لخروج الصراع من كواليس السجال السياسي إلى صراع عسكري يحسم السيادة على المناطق المحتلة بين حزب الإصلاح و الإماراتيين.

توجيهات “هادي” بالقبض على منير اليافعي “ابو اليمامة” ، و”ابو همام” على خلفية إتهامها بتنفيذ الهجوم على الكلية العسكرية ، قوبلت بغضب شديد من قبل قيادة “المجلس الانتقالي”

” الحرب أولها كلام”

فقد أكد فضل الجعدي الرجل الثاني في ” المجلس الانتقالي ” أن على هادي أن يوضح للشعب كيف وجه اتهامه لـ”أبو اليمامة” في حين أن هادي خارج البلاد، أوعلى “هادي” أن يعلن عن من أوشى له بالاسم فخدعه، مالم فإن عليه أن يتحمل نتائج ما يترتب على التوجيه “الرئاسي”  حول مصير ابو اليمامة بعد التوجيه بالقبض عليه، واعتبر الجعدي أن توجيهات هادي تعد مؤشراً خطيراً، و أن ذلك حسب الجعدي “يؤكد أن (الشرعية) و حكومتها أعدت قوائم سوداء من وجهة نظرها، و المطلوب ملاحقتها أو تصفيتها”.

ويرى عدد من المراقبين أن تصريحات الجعدي ليست كلاماً عابراً في إطار حرب التصريحات بين الطرفين، خصوصاً أنه لم يسبق أن وصلت الأمور إلى هذا الحد المتمثل بملاحقة قيادات تابعة للمجلس الإنتقالي بأوامر “رسمية” .

واعتبر المراقبون أن تصريحات الجعدي تحمل لغة وعيد واضح عندما وضع “هادي” بين خيارين إما أن يفصح عن من قدم معلومات “كاذبة” حول ابو اليمامة أو على ” هادي” أن يتحمل المسئولية ، وهي من وجهة نظر المراقبين إشارة يريد من خلالها “الانتقالي” أن يقوم هادي بالوشاية بالإصلاحين الذين يحيطون به.

لكن الإجراءات الحكومية المتخذة من قبل حكومة ” الشرعية” تم تعزيزها اليوم بأوامر اصدرها احمد الميسري وزير داخلية في حكومة ” الشرعية” تقضي بمنع ابو اليمامة وابو همام من مغادرة البلاد باعتبارهم مطلوبين امنياً.

ويعتقد المراقبين للوضع في المحافظات المحتلة أن الطرفين إستنفذا ما في جعبتهما من تهديدات ، ويبدو أن الجنوب سيدخل طوراً اخر من الصراع  قد يفضي إلى فرز لون واحد تكون له السيطرة المطلقة على المحافظات المحتلة فإما أن تكون لحزب الإصلاح أو للإحتلال الإماراتي وعلى الطرف المهزوم في هذا الصراع أن يخضع للطرف المنتصر، دون أن يفضي ذلك إلى إستبعاد الطرف المهزوم  من المشهد.

أسلحة الطرفين في معركة استعباد الجنوب

فلدى الإصلاحيون سلطة التحكم بقرار الشرعية وهم يقولون أن “اي مكون سيتمرد على قرار الشرعية سيكون مجرد مليشيا خارجة عن سلطة “الشرعية”، وإذا كان الإصلاحيون يصرون إلى الآن على خوض الصراع مع الإماراتيين من خلف الكواليس ، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن حزب الإصلاح غير قادر على الصدام المباشر، لكن الإيديولوجيا التي تحرك جماعة الإخوان هي ايدلوجيا لا تفضل الصراع المباشر مع الخصوم الذين لا يسهل ابتلاعهم ببساطة، بينما تفضل جماعة الاخوان سياسة الأحتواء والمسايرة مع الخصوم الأقوياء.

في المقابل يمتلك الإحتلال الإماراتي الكثير من الأموال التي ينفقها لإستمالة المكونات ، وإلى جانب ذلك تحظى تحركات الإماراتيين بدعم مفتوح من قبل الولايات المتحدة، وهو أمر يثير قلق جماعة الإخوان على مصيرهم في ظل تخويل الإحتلال الإماراتي من قبل الولايات المتحدة ليكون صاحب الكلمة الأهم في تحالف الحرب على اليمن.