باريس/وكالة الصحافة اليمنية//
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الإمارات قوضت إرساء بديل ديمقراطي في السودان وعملت كبديل عن ذلك على تغذية الحرب الأهلية في البلاد في إطار مؤامرات أبوظبي لكسب النفوذ والتوسع.
ونشرت الصحيفة تقريرًا سلطت من خلاله الضوء على الكارثة الإنسانية التي تعصف بالسودان، والتي يتطلب إيقافُها اتفاقا سياسيا يشمل قوات مدنية، بدلاً من اقتصاره على أمراء الحرب الذين يتناحرون فيما بينهم منذ أبريل 2023.
وقالت إن الشعب السوداني قدّم درسًا في الديمقراطية للعالم عند إطاحته من خلال انتفاضة سلمية في أبريل 2019، بنظام الدكتاتور عمر البشير الذي حكم البلاد لمدة ثلاثين عامًا.
وذكرت الصحيفة أن المرحلة الانتقالية الديمقراطية توقفت في أكتوبر 2021 بسبب انقلاب نفذه الجنرالان عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، ومحمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.
وبحسب الصحيفة لا يحظى السودان رغم معاناته باهتمام واسع من قبل المجتمع الدولي، باستثناء القوى التي تعارض إرساء بديل ديمقراطي في الخرطوم وعلى رأسها الإمارات والسعودية ومصر.
ومع ذلك عمقت “حرب الجنرالات” التي اندلعت بعد سنة ونصف من تنفيذ الانقلاب الانقسامات بشكل كبير وسط هذا الثلاثي المؤيد للانقلاب.
حاكم الإمارات محمد بن زايد، فيواصل تقديم دعم كبير وغير مشروط لقوات الدعم السريع، التي تسيطر الآن على جزء كبير من العاصمة ودارفور.
كما يحرض محمد بن زايد “حميدتي” لمحاولة السيطرة على مدينة الفاشر، وهي المدينة المهمة الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور، وذلك على حساب حصار يحمل تداعيات كارثية.
ومن بين عدد سكان السودان البالغ 44 مليون نسمة، تم تهجير نحو 12 مليون شخص قسرًا، اضطر ثلاثة ملايين منهم إلى اللجوء إلى الخارج، وخاصة إلى تشاد.
وبسبب الحصار والقصف باتت المجاعة تهدد مناطق كثيرة في البلاد، مما يعني ضرورة إدراك أن المساعدة الإنسانية ليست بمعزل عن الاتفاق السياسي.
وفي ختام التقرير أشارت الصحيفة إلى أن عجز القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 عن تحقيق انتصار عسكري، يتطلب إيقاف هذه الحرب والتوصل إلى اتفاق سياسي يضمن بقاء السودان كدولة في عام 2025.