متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت دراسة جديدة كيف أصبح قطاع غزة واحد من أسوأ الأماكن في العالم بالنسبة للأطفال، فبالإضافة إلى الدمار المادي للمستشفيات والمدارس والمنازل، يعاني الأطفال من “جروح نفسية غير مرئية لكنه مدمرة”.
وأظهرت الدراسة التي أجراها مركز التدريب المجتمعي لإدارة الأزمات، برعاية تحالف “أطفال الحرب”، مدى التأثير النفسي المدمر للحرب على أطفال قطاع غزة.
“حياتنا دمار”.. مشاهد مؤثرة لشهداء ومصابين من أطفال #غزة pic.twitter.com/qTaK5Lykud
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 12, 2024
وبينت الدراسة أن 96% من الأطفال في غزة يشعرون بأن موتهم قريب، في حين أن نحو نصفهم يتمنون الموت نتيجة للآثار النفسية الناتجة عن حرب الإبادة الإسرائيلي المتواصلة على القطاع للعام الثاني على التوالي.
تضمنت الدراسة تقييما لآراء أولياء أمور أو مقدمي رعاية لـ504 أطفال من أسر تعاني من الإعاقة أو الإصابات أو نقص الخدمات.
ونبهت إلى أن التقييم النفسي للأطفال جرى في يونيو من هذا العام، “ما يعني أنه لا يعكس تماما التأثير النفسي المتراكم على الأطفال”، بعد أكثر من 14 شهرًا من العدوان الإسرائيلي.
تغطية صحفية | “تفرجوا يا أمّة محمد، أطفال بتقطّعوا”..
صرخات شابٍ أثناء حمله طفلتين شـــهيدتين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة pic.twitter.com/XB8lmIRmO6
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 11, 2024
وقالت هيلين باتنسون، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “أطفال الحرب” في المملكة المتحدة: “يكشف التقرير أن غزة تعد واحدة من أسوأ الأماكن في العالم بالنسبة للأطفال. بالإضافة إلى الدمار المادي للمستشفيات والمدارس والمنازل، فإن الدمار النفسي الذي يعاني منه الأطفال جرح غير مرئي لكنه مدمر”.
وبحسب المعطيات، فقد استشهد أكثر من 44 ألف شخص في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023، منهم نحو 44% من الأطفال، وفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
أطفال فلسطينيون نازحون يلعبون في مأوى في مدينة غزة في 9 ديسمبر 2024. pic.twitter.com/uOyeWrztEp
— وكالة أنباء شينخوا (@XHArabic) December 10, 2024
وكشفت الدراسة عن مجموعة من الأعراض النفسية الشديدة لدى الأطفال، مثل: الخوف، القلق، اضطرابات النوم، الكوابيس، قضم الأظافر، صعوبة التركيز، والانسحاب الاجتماعي.
وشهد هؤلاء الأطفال قصف منازلهم ومدارسهم، كما أنهم فقدوا أحباءهم وتشردوا أو انفصلوا عن عائلاتهم في أثناء فرارهم بحثًا عن الأمان.
إضافة إلى الحرمان من التعليم والاستقرار، بحسب ما أكدت عليه دراسة بريطانية فإن 96 بالمئة من أطفال #غزة يشعرون أن موتهم بات وشيكا، مشاكل نفسية وعقلية تدمر طفولتهم pic.twitter.com/39pIPweLwA
— فرانس 24 / FRANCE 24 (@France24_ar) December 12, 2024
ووفقا للدراسة، فإن عدد الأطفال الذين تم فصلهم عن عائلاتهم في غزة يقدر بحوالي 17 ألفا، ما يضعهم في خطر متزايد من الاستغلال والانتهاكات. ويؤكد التقرير أن الآثار النفسية لهذه التجارب قد تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب، ما يؤثر بشكل عميق على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية.
وأضافت: “الشعور بأن الموت وشيك أمرا شائعا بين الأطفال في قطاع غزة، حيث قال 96% منهم إنهم يشعرون بأن حياتهم مهددة، بينما أشار 49% منهم إلى أنهم يتمنون الموت”، مبينة أن هذه المشاعر أكثر شيوعا بين الأولاد (72%) مقارنة بالفتيات (26%).
في تصريح لمنظمة اليونيسف، قالت: “يعاني الأطفال في قطاع غزة من أبسط حقوقهم الأساسية بسبب الحرب المستمرة، حيث يقتصر حلمهم على البقاء على قيد الحياة والوصول إلى قوت يومهم، بينما يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمأوى”.
كاريكاتير: هشام شمالي pic.twitter.com/wlGauGEX3t
— مقاطعة (@Boycott4Pal) December 12, 2024
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 1.9 مليون فلسطيني نزحوا من منازلهم في غزة، ما يعادل 90% من سكان القطاع، بما في ذلك نصف الأطفال. وأفادت الدراسة أن أكثر من 60% من الأطفال الذين شملهم المسح تعرضوا لأحداث مؤلمة أثناء الحرب، مع تعرض البعض منهم لعدة تجارب مؤلمة.
من جانبها، أفادت منظمة “وور تشايلد” أن الجمعية الخيرية وشركاءها قد تمكنوا من الوصول إلى 17 ألف طفل في غزة لتقديم الدعم النفسي، لكنها تهدف إلى توسيع هذه الجهود لتشمل مليون طفل في نهاية المطاف. وتُعد هذه الاستجابة أكبر استجابة إنسانية في تاريخ المنظمة الذي يمتد لثلاثة عقود.