خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
يعيش أبناء عدن وبقية المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرة التحالف جنوبي اليمن، حالة متصاعدة من الغضب والاستياء نتيجة التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية.
وتفاقمت معاناة المواطنين وسط حالة من السخط الشعبي الواسع في “عدن، لحج، أبين، وشبوة، تعز” في ظل تدهور اقتصادي غير مسبوق من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ليلقي بظلاله على حياة المواطنين المعيشية وجعلها أشبه بمعركة يومية لتأمين احتياجاتهم الأساسية دون أن يجدها الكثير منهم.
حيث تصدرت أزمة الكهرباء معاناة المواطنين في تلك المناطق وسط انقطاعات مستمرة تصل إلى 13 ساعة يوميا مقابل ساعتين في عدن، أما في بقية المناطق فهي شبه منعدمة تماما طيلة اليوم نتيجة خروج محطات التوليد عن الخدمة بسبب انعدام الوقود.
لم تكن الكهرباء بمفردها هي من تنغص حياة المواطنين هناك، بل أن انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، أدخلتهم في جحيم من لهيب الأسعار التي تتصاعد في مختلف السلع وجعل ابسطها بعيدة عن متناول الكثيرين منهم.
إلى جانب ذلك، ضاعفت الحكومة التابعة للتحالف من حدة المجاعة والفقر واتساع المعاناة بقطع المرتبات عن الموظفين منذ أكتوبر الماضي دون أي تدخل جاد من قبل التحالف له للحد من هذا التدهور، تنفيذ لوعوده التي كان يطلقها لأبناء تلك المناطق التي يصفها بـ”المحررة”.
تلك المآسي مستمرة في تنغيص حياة المواطنين منذ مطلع العام 2016، التي اتسعت حالة الاحتقان لتصل اليوم لاشبه بالبركان الذي يقترب من الانفجار في وجه التحالف بانتفاضة عارمة للجياع مع تصاعد وتيرة السخط الشعبي نتيجة غياب الحلول الفعالة من قبل التحالف والحكومة التابعة له، التي ترافقت مع فضائح فساد مدوية عن قيام مسؤولين في الحكومة تبنهب مليارات الريالات، وانشاء بعضهم شركات تجارية برأس يقترب من 3 مليار دولار.
التظاهرات التي اجتاحت عدد من المدن الواقعة تحت سيطرة التحالف في تعز، لحج، أبين وعدن كشفت عن حالة الغضب الشعبي المتزايد ضد التحالف، خصوصا عقب رفع المتظاهرون في عدن شعارات تطالب بطرد التحالف ” يا جنوبي صح النوم .. لا تحالف بعد اليوم” وذلك ردا على ما وصلت إليه الأوضاع المعيشية للحد الذي لا يطاق بعد سنوات من الوعود الوهمية التي اطلقها التحالف طيلة السنوات الماضية من الحرب على اليمن.
وتشير الاحتجاجات الراهنة إلى الغليان الشعبي الذي يقترب من لحظة الانفجار المدوي في وجه التحالف وكل الأطراف الموالية له، مع ارتفاع السخط ضد الانتقالي الجنوبي الذي يتقن بتسويق الأوهام لأبناء المحافظات الجنوبية دون أن يتخذ قرارا يستعيد ثقة الشارع الجنوبي التي فقدها بعد دخوله بالشراكة ضمن الحكومة مع من يصفهم الشارع الجنوبي بـ”عصابة 7/7″ من قيادات حزب الإصلاح واتباع “عفاش”.
وتقف ” السعودية والامارات” التي تتحكم بالمشهد السياسي والاقتصادي في عدن وبقية المناطق الجنوبية على حافة الانفجار الوشيك للشارع الجنوبي المتصاعد في عدن وغيرها من المدن مع غياب أي حلول أو معالجات جادة من قبل الحكومة وأعضاء “مجلس القيادة” الثمانية الذين يتقاسمون الإيرادات بينهم، بينما يبقى المواطن ضحية صمته وسكوته عن كل ما يحدث.