تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
يبدو أن المعركة بين اليمن والولايات المتحدة، لن تنتهي بمجرد انتهاء العدوان على غزة.
خلال الأيام الماضية أخذ الطرفين يعلنان أن المعركة مع الطرف الأخر أصبحت “مفتوحة”، حيث لا يبدو أن واشنطن لن تكون متسامحة، تجاه تحركات اليمن الجريئة المساندة لغزة، والتي فرضت خلالها صنعاء حضرا على الملاحة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي على البحر الأحمر، إلى جانب عمليات اليمن العسكرية التي استهدفت عمق الكيان الإسرائيلي.
ويرى كثير من المراقبين والمحللين العسكريين، أن الولايات المتحدة إلى جانب معرفتها بأن البحر الأحمر، لا يعتبر ساحة مثالية لاستعراض قدراتها القتالية، فهي قد اصطدمت بتكتيكات وإمكانيات عسكرية مفاجئة يمتلكها اليمن في المعركة البحرية، والتي تمكنت من خلالها صنعاء، من توجيه ضربات باستخدام الصواريخ الباليستية لاستهداف السفن المتحركة في البحر، وهو أسلوب يعد الأول من نوعه لم يشهد له العالم مثيلا من قبل، نضرا للحسابات المعقدة المتعلقة بضرب سفينة تتحرك بسرعة ستين كيلومتر في المتوسط، باستخدام الصواريخ البالستية والمجنحة التي تستخدم عادة في ضرب الأهداف الثابتة على الأرض.
التحديات المزدوجة تعقد الموقف
التعقيدات المزدوجة التي واجهتها القوات البحرية الأمريكية، من حيث انعدام القدرة على المناورة، نظرا لضيق مساحة البحر الأحمر من جهة، والتقنيات العسكرية التي ظهرت بها قوات صنعاء، دفعت القادة العسكريين الأمريكيين، إلى الإفصاح صراحة بأن “القوات البحرية الأمريكية تواجه أصعب تحدي لها في مواجهة قوات اليمن منذ الحرب العالمية الثانية” بينما كشف قادة أمريكيون أن ” البحرية الأمريكية تواجه عجزا في التمويل لمواجهة التحديات التي فرضها اليمن على الولايات المتحدة وحلفائها في البحر الأحمر” الأمر الذي يؤكد من وجهة نظر مراقبين عسكريين، أن واشنطن، لم تكن تعرف حجم الإمكانيات العسكرية التي بات يمتلكها اليمن. وهي مسألة كانت الصحف الأمريكية قد نقلتها عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية والذين أكدوا أن “المخابرات الأمريكية عمياء فيما يخص اليمن”.
على مدى عقود من الزمن اعتمدت الولايات المتحدة على الحرب النفسية في هزيمة الخصوم ودفعهم إلى تقديم التنازلات، قبل حتى حدوث المعركة، إلا أن الأمر اختلف هذه المرة، حيث اصطدمت الولايات المتحدة هذه بخصم أكثر جدية لا يقيم للهيبة الأمريكية المفترضة أي اعتبارات، وهو على استعداد لأن يجعل واشنطن تشعر بالوجع، دون أي حسابات مسبقة.
ومع مرور عام على دخول الهجمات الأمريكية البريطانية المباشرة على اليمن، في الـ7 من يناير 2024 يبدو أن واشنطن مطالبة بإجراء مراجعات، تعتمد في الدرجة الأولى على تقييم الموقف الأخلاقي، من الهجوم على اليمن، وما إذا كانت واشنطن، بحاجة إلى إعادة النظر، في مواقفها تجاه حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، قبل التسويق لأفكارها حول العدوان على اليمن، حيث يظهر جليا بالنسبة للمجتمع الدولي، أن واشنطن تعاني من حالة تخبط وانعدام الدوافع الأخلاقية في دعم العدوان الصهيوني على غزة، وتنفيذ العمليات العسكرية على اليمن.
نوايا أمريكية تجاه اليمن
ورغم أن الولايات المتحدة شرعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية في عمليات إعادة ترتيب صفوف القوى التابعة للتحالف في اليمن، بغرض استئناف الحرب على حكومة صنعاء، إلا أن واشنطن اصطدمت بجملة من التساؤلات الأخلاقية، حول مدى القدرة على تعبئة المقاتلين المحليين ضمن صفوف التحالف لاستئناف الحرب في هذا التوقيت، والتي ينظر لها معظم الشعب اليمني باعتبارها حرب انتقامية لصالح إسرائيل، الأمر الذي قد يؤثر على معنويات المقاتلين المحليين الذين تحتاجهم أمريكا، وبما يستدعي تأجيل أي معركة مع قوات صنعاء في المرحلة الراهنة، والعمل على تهيئة الظروف لمعركة قادمة، على أمل أن يحل النسيان محل التعاطف المتقد لعمليات صنعاء المساندة لغزة، خصوصا أن كثير من المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين يعتقدون أن الولايات المتحدة لن تسمح بمرور عمليات حضر الملاحة التي فرضتها اليمن، على السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، وتوجيه الضربات الجوية إلى عمق مناطق الاحتلال الإسرائيلي. حيث من المتوقع أن تحتفظ الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بتوجهات التخلص من حكومة صنعاء المعادية للهيمنة الأمريكية، والسعي لإعادة صنعاء إلى بيت الطاعة الأمريكية.