تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
في ظل غياب الردع الدولي وتفاقم الأزمة الإنسانية.. تتواصل بشكل ممنهج الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الجيش التركي والفصائل المسلحة التابعة له، في منطقة عفرين شمال سوريا، وسط غياب شبه كامل لأي تدخل دولي أو مساءلة قانونية، والتي باتت ترتقي وفق منظمات حقوقية محلية ودولية إلى جرائم حرب.
وتشمل هذه الانتهاكات حملات اختطاف ومداهمة المنازل والاستيلاء على الممتلكات بقوة السلاح، مما يزيد من معاناة السكان المحليين الذين يواجهون ضغوطاً متزايدة من أجل ابتزازهم ودفعهم لتقديم فدى وإتاوات مالية تحت التهديد.
مأساة متجددة
وفي جديد الانتهاكات المستمرة بحق سكان عفرين، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن فصيل “ملكشاه”، المسيطر على ناحية شران والقرى المحيطة بها، اختطف 3 مسنين من قرية خرابة شران، جرى اقتيادهم بشكل مهين إلى جهة مجهولة لابتزازهم مالياً تحت تهديده بتقديم بلاغات كيدية إلى الاستخبارات التركية، في حال عدم دفع عائلاتهم الفدية.
وأشار المرصد إلى أن أحد المختطفين أُجبر على دفع مبلغ مالي مقابل إطلاق سراحه، بينما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.
وفي جريمة أخرى، واصل فصيل “العمشات” بقيادة محمد الجاسم الملقب بـ”أبو عمشة”، فرض إتاوات مالية باهظة على أهالي ناحية شيخ الحديد الراغبين في العودة إلى منازلهم، حيث تراوحت الإتاوات بين 1500 و3000 دولار أمريكي لكل أسرة.
في الوقت نفسه، رصد المرصد رفض الفصائل المدعومة تركياً إعادة منازل استولى عليها عناصر “الجيش الوطني” لأكثر من 15 عائلة في ناحية جنديرس.
انتشار واسع للانتهاكات
وتشهد منطقة عفرين انتشاراً واسعاً للفصائل المسلحة المدعومة تركياً، مما يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان، خصوصاً النازحين الراغبين في العودة إلى قراهم.
ووفقاً للمرصد السوري، اختطف فصيل “الحمزة” الإرهابي 6 شبان من ناحية شيراوا وطالب بفدية مالية قدرها 2000 دولار أمريكي لكل مختطف.
يأتي ذلك بالتزامن مع أقدام الشرطة العسكرية التركية على اختطاف مدنيين، أحدهما من حي الزيدية في مدينة عفرين والآخر من ناحية بلبل، ولا يزال مصيرهما مجهولاً.
وفي حادثة مماثلة، قامت الشرطة العسكرية التركية قي 27 أكتوبر الماضي باعتقال سيدة من قرية باسوطة وشقيقها أثناء زيارتهما لبعضهما في عفرين، حيث طالبت بفدية مالية كبيرة للإفراج عنهما.
تصعيد مستمر
وتشير التقارير الواردة من سوريا إلى تصاعد عمليات الاختطاف خلال الشهر الأخير من عام 2024، حيث أقدم فصيل “فيلق الشام” الإرهابي اختطف 7 مدنيين من مدينة عفرين وريفها، كما أقدم على اختطاف 10 مدنيين آخرين في 22 ديسمبر، بينهم 6 أفراد من عائلة واحدة.
وطالب الفصيل بفدية مالية كبيرة للإفراج عنهم، وفق المرصد السوري.
من جهة أخرى، نفذ فصيل “الجبهة الشامية” عملية اختطاف ضد مدني عاد حديثاً من مدينة حلب إلى قرية درويش.
غياب الردع الدولي