أول الخاسرين واكثرهم خسارة جبران باسيل فقد خسر التيار والقاعدة الاجتماعية وخسر الاكثرية النيابية المسيحية وخسر فرصته للرئاسة وقد يخسر وينحسر كثيرا في الاتي من الايام والانتخابات النيابية.
اوهامه وشخصانيته من اوصله والتيار الى الخسارة.
ثاني الخاسرين القوات اللبنانية والدكتور جعجع فوصول الجنرال عون للرئاسة وخطابه وشخصيته ستعيد الامل للكتلة المسيحية بالمؤسسة العسكرية كضامن اساسي للوجود والدولة وانتظامها.
والعقل الجمعي للمسيحيين تنحاز للدولة وللمؤسسة العسكرية وقد التفت حول ميشال عون لا حبا به بل رفضا للميليشيا وولاء للدولة ورهانا على المؤسسة العسكرية.
طارت فرصة الدكتور جعجع للرئاسة وقد تطير فرص اي مرشح له لاحقا.
النخبة المسيحية تحلقت حول الرئيس ميشال عون بجاذبية خطاب الإصلاح والتغير ورفض البيوتات التقليدية والتوريث وعندما انفضت عنه لإعادته انتاج التقليد لم تجد بدائل لا وطنية ولا مسيحية فانكفأت او هاجرت.
الجنرال جوزاف عون يمثل لها فرصة وامل فهو من المؤسسة وقائد وليس من بيت تقليدي ولا يبدو مصابا بجائحة الصهر وبهوس التوريث.
٤
السنية السياسية بعد ان تيتمت بانسحاب الحريرية وعجز نواب الصدفة والقانون البائد والجائر والفصائل والجماعات الراديكالية وهامشيتهم والاملين باجتياح تحرير الشام لتغير التوازنات في لبنان خاسرين فانتظام الدولة والمؤسسات والجيش يمثل املا بديلا للكتلة السنية المدنية وهي الغالبية لخطر الفوضى والتخويف من الشيعية السياسية المتعثرة والمستفردة ومن التطرف.
الدرزية السياسية تحسب نفسها رابحا لتماسكها واحتكارها التمثيل وتراجع فرص ومساند منافسيها وترى التحولات لصالح تفردها والاجهاز على المنافسين الا ان الزمن برمته وبحاجاته وفوضى العرب والاقليم وعنف وعمق الازمة الضاربة بالكيان والنظام اللبناني تعمل لصالح الجديد في الدول والاحزاب والمجتمعات على حساب الهويات الطائفية واحتكارها وقد نصير من الخاسرين.
الشيعية السياسية اخفقت في ابوة النظام بعد ان تلقفته والازمة تكوينية وهيكلية وخسرت كثيرا بتحملها مسؤولية الانهيار الاقتصادي وقدمت انتصارات المقاومة وتضحياتها واموال ايران والحوزات لتأمينه وتامين الصيغة ولم تجني وفاء من المنظومة واصحابها المتكالبين عليها وستحاول طحنها وقد يكون عهد عون فرصتها للتصحيح.
فرصة الربح موفورة لكنها سريعة الذوبان للبنان واللبنانيين. مواطنين متساوين احرار الذين توحدوا تحت العلم في ثورة الكرامة وحقوق الانسان ١٧تشرين ٢٠١٩ بشرط العبور الى نظام جديد يطيح بالمنظومة ويعيد هيكلة النظام وعصرنته بحسب مقدمة الدستور ومواده وقاعدة؛ السلطة للشعب مش للنهب والوظيفة للكفاءات مش للمحسوبيات فهل يوفق الجنرال جوزاف عون ويكون مفتاح العبور الى الجديد؟
كاتب ومحلل سياسي لبناني.