الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
لم تحتج فتيات إذاعة “نسوّية أف أم” سوى ميكروفون ولابتوب لإطلاق صوتهن دفاعاً عن حقوق المرأة السعودية التي يعتبرونها منسية.
من داخل غرفة صغيرة تبعد أميالاً عن المملكة، يوم 3 أغسطس الحالي، بدأ البث التجريبي للإذاعة عبر موقع “https://mixlr.com/nsawyafm/”، وكانت أولى القضايا التي طرحتها العنف الأسري.
“قُتلت سارة (33 عاماً) على يد شقيقها (22 عاماً) لأنها تزوجت من شاب يمني الجنسية، على الرغم من موافقة والديها، وانتحرت حنان عام 2013 بعد أن اعتدى عليها عمّها وشقيقها بالضرب عقب إصرارها على الزواج من شخص لا يريدونه”.
هكذا بدت محاور الحلقة الأولى من البث، قبل أن تُضيف المذيعة “الكثير من الأسماء وما ذكر فقط قطعة من جبل الجليد”، بحسب “BBC”.
منذ ما يقارب الشهر، وتحديداً في 26 يوليو الماضي، أطلقت الإذاعة أول تغريدة لها عبر “تويتر” لتلفت الأنظار إليها وتعلن عن فرصتها لمشاركة المتطوعات المهتمات.
“تُعلن محطة نسوية أف أم أنها ستكون محطة تبث أسبوعياً مباشرة من موقع عالمي للبث الإذاعي. توجه القناة نسوي وهذا يعني شامل لكل مواضيع الحياة وجوانبها. هدفنا أن نكون صوت الأغلبية الصامتة”.
وأوضحت الإذاعة، في تغريدة أخرى لها، أنها لن تبتعد بمواضيعها عن السياسة، مفسرة ذلك بقولها “لا يمكن فصل السياسة والدين عن النسوية ولولاهما لما كانت هناك الحاجة للنسوية”، مضيفة “ولكن لسنا حزب معارض أو سياسي أو يسعى للتصادم، وهذا لا يعني عدم انتقاد السياسة وعدم الحديث عنها والنقاش حولها”.
يُذكر هنا أن الإذاعة مكونة من مذيعتين، و9 فتيات في قسم الإعداد (2 منهن لسن من الجنسية السعودية).
المتحدثة باسم الإذاعة “عشتار” (27 عاماً)، التي اختارت اسمها الحركي نسبة لآلهة الحب والحرب عند البابليين، قالت لـ”بي بي سي” إن الدافع لإنشاء “نسوية أف إم” هو “ترك أرشيف للتاريخ ليعرف الناس أننا حقيقيات وموجودات”.
وأضافت أن بإمكان السلطات السعودية حجب حساب الإذاعة على “تويتر” بأي لحظة، “أما البرنامج الإذاعي فيمكننا تسجيله ونشره على مواقع أخرى، ليبقى في الأرشيف”.
ليست “عشتار” إعلامية، ولكنها “ناشطة تستخدم الإعلام كمنصة”. كشفت في حديثها أنها قد أرسلت كتاباتها لصحف لبنانية عدة سابقاً، ولكنها رُفضت لأنها تحتوي على أفكار صادمة حول السياسة والدين والمجتمع، بحسب قولها.
وأوضحت”عشتار”، التي تقول عائلتها إن “عقلها مغسول من الغرب”، أنها تتمنى لو كانت المرأة هي من تتولى الحكم والقيادة لاعتقادها أن “جنس الأنثى أفضل من الذكر”، ولذلك “سيتحسن العالم بفضل فطرتها”، علماً بأنها من الفتيات التي يطالبن بإنهاء نظام ولاية الرجل في السعودية عبر “تويتر” منذ 2016 حتى اللحظة عبر هاشتاغ #سعوديات_نطلب_اسقاط_الولاية.