تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
رغم إعلان ما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” بقيادة الولايات المتحدة عن انحسار كبير لتنظيم داعش في مساحات شاسعة من الجغرافيا السورية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن المؤشرات على الأرض والتحذيرات الدولية تعيد طرح مسألة خطر عودة التنظيم الإرهابي إلى الساحة بصورة أكثر شراسة وعنفًا.
هذه المخاوف تتزايد وفق -المراقبين- في ظل تحركات خلاياه النائمة ونشاطاتها الأخيرة في مناطق مختلفة من سوريا، وسط اتهامات أحزاب ومكونات عراقية وسورية لواشنطن بدعم التنظيم الإرهابي بشكل كبير على الحدود السورية العراقية.
عودة عسكرية للخلايا النائمة
وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مناطق البادية السورية أصبحت مجددًا بؤرة لتحركات عناصر التنظيم الإرهابي، لا سيما بين جبل العمور وجبل البشري، هذه التحركات جاءت في وقت يتسم بضعف التغطية الأمنية، ودعم عسكري ومالي خفي، مما يتيح للتنظيم حرية التنقل وتنفيذ خططه العسكرية.
المؤشرات على عودة التنظيم تتزايد مع إعلان المرصد عن انتهاء تنظيم “داعش” مؤخرًا من تدريبات عسكرية مكثفة في مراكز خاصة بمنطقة الحماد السوري وقرب مدينة السخنة، هذه التدريبات تعكس نية التنظيم لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق وبشكل أكثر عنفاً، وتهدف إلى السيطرة على قرى استراتيجية في ريف حماة الشرقي.
استغلال الفوضى ونهب الموارد
من العوامل التي أسهمت في تقوية التنظيم مجددًا استغلاله لحالة الفوضى عقب سقوط النظام السوري السابق، حيث تمكنت عناصر “داعش” من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة من مواقع عسكرية تابعة للنظام، وسط تغاضي من قبل واشنطن وحكام سوريا الجدد، كما أشارت تقارير وسائل إعلامية ومنظمات حقوقية إلى حصول التنظيم على أسلحة إضافية من الأطراف المتصارعة في سوريا.
هذه التطورات تشير بحسب -خبراء عسكريين- إلى أن التنظيم يعتمد على استراتيجية مزدوجة تتمثل في تعزيز قدراته العسكرية عبر التدريب والتسليح، واستغلال الفراغ الأمني في المناطق التي تعاني من ضعف سيطرة حكام سوريا الجدد عليها وتواجد القوات الأمريكية فيها.
تحذيرات دولية وتحديات مستقبلية