تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
في تصعيد عسكري للشهر الثاني على التوالي، تواصلت المعارك الشرسة شمال سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من جهة، والجيش التركي والفصائل المسلحة التابعة له من جهة أخرى، ما أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 99 شخصًا في حصيلة غير نهائية للمعارك خلال اليوميين الماضيين، بينهم نساء وأطفال.
هجمات واسعة النطاق
وشنت القوات المسلحة التركية وفصائل عمليات “فجر الحرية”، اليوم الإثنين، هجمات مكثفة على محاور القتال في ريف منبج وريف حلب الشرقي تحت غطاء جوي كثيف باستخدام الطيران الحربي والطائرات المسيرة وسلاح المدفعية.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان، أن الطيران التركي استهدف مواقع حيوية واستراتيجية، في محيط سد تشرين و”سر قره قوقاق”، إلى جانب مناطق أخرى في الرقة والطبقة وعين العرب (كوباني).
وأشار المرصد إلى أن القصف المدفعي والجوي التركي دمر البنية التحتية للمدينة، وألحق أضرار جسيمة بالسد الحيوي ومباني مأهولة بالسكان، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
إلى ذلك أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، اليوم الإثنين، أنها تمكنت من صد هجوم الفصائل الموالية لتركيا باتجاه “تلة سيريتل” والقرى المحيطة بها بريف منبج الجنوبي الشرقي.
وبالتزامن مع التحليق المستمر للطيران المسير التركي، استهدفت غارات الطيران الحربي التركي صوامع سرين في ريف عين العرب الجنوبي.
خسائر في الأرواح
اليوم الخميس، أعلنت قوات “قسد”، مقتل وإصابة 30 من مقاتلي الفصائل المسلحة التابعة للجيش التركي في معارك ريف منبج الشرقي.
وخلال اليوميين الماضيين وثق المرصد السوري، مقتل 52 شخصًا، من بينهم 38 مقاتلًا من فصائل “الجيش الوطني” موالي لتركيا، و8 من مقاتلي سوريا الديمقراطية، إضافة إلى 6 مدنيين، بينهم أطفال ونساء، فيما بلغ عدد الإصابات 17 مدنيًا، معظمهم من الأطفال والنساء.
تصعيد غير متوقع
الهجمات التركية الأخيرة في شمال سوريا تأتي كتصعيد غير مسبوق، حيث تسعى تركيا لفرض واقع ميداني جديد، وسط دعوات دولية متزايدة لإيقاف الهجمات، وفق المرصد السوري.
وجاء التصعيد العسكري التركي، بعد أسبوعين من إعلان وزير خارجية الولايات المتحدة، بأن زيارته لأنقرة جاءت لثني تركيا عن نواياها في السيطرة على مناطق “قسد” في سوريا الحليف الرئيسي لواشنطن في سوريا.
ويرى مراقبون أن أنقرة التي لا يمكنها الخروج عن إملاءات الإدارة الأمريكية على حليفتها والدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات الأمريكية في سوريا، تحاول من خلال تصعيدها العسكري الغير متوقع الضغط على الأكراد للحصول على امتيازات جديدة يمنحها البقاء في المناطق الحدودية مع سوريا، وإجهاض أي محاولات لإقامة دولة للأكراد أو حكم ذاتي كما تحقق للأكراد في شمال العراق.