بعد أكثر من 14 شهراً من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وافق قادة الكيان الاسرائيلي على إتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الاسرى، والسؤال الذي يبرز اليوم هل انتصرت غزة على الكيان الاسرائيلي؟
وفق المعطيات على الارض والاتفاق مساء اليوم يمكننا القول أن غزة انتصرت لعدة أسباب في مقدمتها صمود الشعب الفلسطيني في غزة الذي ضل صامداً وثابتاً على أرضه رغم حرب الإبادة الجماعية التي أستمرت على مدى 466 يوما حتى اليوم، وحجم الخذلان الكبير من محيطه العربي والاسلامي.
السبب الثاني هو صمود المقاومة الفلسطينية التي أظهرت قدرتها على البقاء والمقاومة والاستمرار في عملياتها العسكرية وتحويل الحرب في غزة الى حرب استنزاف لجيش الاحتلال الى جانب قدرتها على الاحتفاظ بالأسرى الصهاينة الى اليوم حيث كانت صفقة تبادل الاسرى هي العنوان الابرز في الاتفاق وهذا يؤكد ان كيان الاحتلال الاسرائيلي قد فشل في القضاء على قدرات المقاومة في غزة وتدمير حماس والذي ظل يردده رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي منذ بداية الحرب العدوانية على غزة كهدف للحرب الى جانب استعادة الاسرى.
ومن خلال مسودة الاتفاق التي نشرتها العديد من وسائل الاعلام سنجد ان قادة كيان الاحتلال في مقدمتهم ” نتنياهو ” قد فشلوا في تكريس وجود دائم لهم في قطاع غزة حيث تنص بنود الاتفاق على انسحاب مزمن لجيش الاحتلال من محوري ” نتساريم وفيلادليفيا “، وهو ما يعتبر نصر كبير لغزة وللمقاومة الفلسطينية التي جعلت الانسحاب من كامل غزة بما فيها محوري “نتساريم وفيلادليفيا” شرط لأي اتفاق لوقف اطلاق النار، وهو ما تم بالفعل حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية فرض شروطها في هذا الاتفاق.
ويمكننا القول ان الشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته قد انتصرت بالفعل على كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي لم يحقق في حربه العدوانية المستمرة منذ أكثر من أربعة عشر شهراً على قطاع غزة أي من أهدافه المعلنة، فلا هو دمر قدرات حماس، ولا هو استعاد الاسرى، ولا هو استطاع المحافظة على وجود دائم له غزة.