تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
شكلت التحركات المتعلقة باتفاق وقف اطلاق النار في غزة ردود فعل إيجابية لدى الداعمين للقضية الفلسطينية، المناهضين للاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
يمكن اعتبار الاتفاق، بين المقاومة و”إسرائيل” فشل لحكومة نتنياهو، الذي بدأ الحرب على غزة بجملة من ما أسماها أهداف رئيسية للرد على عملية طوفان الأقصى التي انطلقت في الـ7 من اكتوبر 2023، التي أذلت ترسانة وتكنولوجيا الاحتلال، فتحولت وعوده بالنصر إلى “مفاوضات” مع حماس.
القضاء على حماس أبرز الأهداف
كانت أبرز أهداف نتنياهو القضاء على حركة حماس، واسترداد الأسرى، وتحويل غزة إلى منطقة آمنة للكيان، وهي الأهداف التي لم يتحقق منها شيء، فلا استعاد الأسرى ولا قضى على مقاتلي حماس.
يجسد تصريح الوزيران المتطرفان بن غفير وسموتريتش حول الاتفاق ووصفه بـ “استسلام” وأنه “كارثة على الأمن القومي لإسرائيل”، حقيقة الخسارة الإسرائيلية في غزة.
محللون إسرائيليون قالوا إن تل أبيب ستضطر إلى دفع “ثمن باهظ لا مفر منه” في الصفقة، مستذكرين تصريحات سابقة لنتنياهو بشأن أهداف الحرب، ورفض الانسحاب من محور فيلادلفيا، رغم أن الاتفاق ينص على الانسحاب الإسرائيلي منه.
و يرى المحلل الإسرائيلي، زفي بارنيل، في مقال على صحيفة “هآرتس”، أن الاستراتيجية التي تزعم أن القوة والتدمير فقط هما القادران على إخضاع حركة حماس انهارت، معتبراً أن المفاوضات أدت إلى جعل “إسرائيل” وحماس وكأنهما طرفان متساويان.
حماس تُجبر الاحتلال على التفاوض
لقد فرضت المقاومة الفلسطينية واقعا مهمًا، وأجبرت الاحتلال على التفاوض والتعامل معها كخصم يمتلك مقومات التفاوض من أرض صلبة.
لقد هدف الرد الانتقامي الإسرائيلي إلى القضاء على حماس والمقاومة الإسلامية، وبنيتها التحتية، سواء كانت أنفاق أو مكاتب أو منشآت مدنية، إلا أنه وفق تصريحات إسرائيلية، تمكنت الحركة من إعادة تأهيل نفسها، في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال.
صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية قالت أن الصفقة تقودنا إلى استنتاج أن “إسرائيل” تتخلى فعلياً عن أحد أهداف الحرب، وتترك حماس كعامل حاكم في غزة، وتسمح لها بإعادة نفسها، بل وقامت بتجنيد عدد كبير من المقاتلين خلال فترة الحرب.
في الـ10 من الشهر الجاري، قال السفير الأمريكي لدى الاحتلال، جاك لو، إن أمريكا اعتقدت منذ فترة طويلة أن تحديد الهدف بتدمير حركة حماس كان خطأ، وقد دفعت تل أبيب إلى وضع خطة “اليوم التالي” للحرب.
بدوره كتب المحلل العسكري، في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، أن حماس لم تهزم بعد والاتفاق الحالي لن يضمن القضاء على حكم حماس على الرغم من الوعود التي قطعها نتنياهو ووزراء حكومته.
فشل استعادة الأسرى
وبالنظر إلى قضية الأسرى واستعادتهم، التي كانت الشغل الشاغل داخل ” تل أبيب” لدرجة تنفيذ وقفات احتجاجية ومظاهرات ضد حكومة نتنياهو ومطالبات واسعة بإجراء صفقة تبادل مع حماس، قوبلت جميها بأذن من طين وأخرى من عجين لدى نتنياهو، الذي كرر وعوده باستعادة الأسرى بالقوة، ليمر أكثر من عام وتنتج القوة التي تباهى بها نتنياهو فشلًا ذريعًا، ليتحول منطق العجرفة إلى “هدنة”، ففي 21 نوفمبر، 2023، تم إبرام هدنة إنسانية بين حماس والاحتلال، أسفرت عن الإفراج عن ما يقارب نصف الأسرى الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، واستمرت لسبعة أيام، بعدها عاد الاحتلال لاستخدام القوة النارية، لتعلن حماس أن القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع، تسبب بمقتل العشرات من الأسرى الإسرائيليين.