المصدر الأول لاخبار اليمن

تصاعد المعارك الدامية في حلب.. هل تدفع سوريا نحو الهاوية؟

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

شهدت مناطق شمال سوريا خلال الساعات الماضية، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين الجيش التركي والفصائل الموالية له من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى، استخدمت فيه الأطراف المتحاربة الطائرات الحربية والطيران المسير، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى 543 شخصًا، فضلًا عن مئات الجرحى.

ويأتي هذا التصعيد في سياق توتر مستمر بين أنقرة و”قسد” وتنامي الأطماع التركية الأمريكية وسط تدخلات عسكرية متزايدة.

تكتيكات عسكرية

وفي إطار التكتيكات العسكرية المتبعة بين الطرفين، اعتمدت “قسد” على استهداف مواقع الجيش التركي والفصائل الموالية له عبر المسيرات والعمليات الخاصة، بينما ردت تركيا بضربات جوية مكثفة على مواقع “قسد”، مما أدى إلى خسائر كبيرة بين الطرفين.

مناطق النزاع

وتركزت المواجهات الدامية بين الطرفين في محاور ريف حلب الشرقي، خاصة في منبج ودير حافر وقره قوزاق وسد تشرين، حيث نفذت “قسد” عمليات هجومية ضد قواعد تركية، بينما كثفت تركيا من غاراتها الجوية ضد مواقع “قسد”.

الخسائر البشرية

ووفق توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد القتلى 543 شخصًا منذ بدء التصعيد العسكري التركي في 12 ديسمبر الماضي، منهم 411 من الجيش التركي والفصائل الموالية له، و78 من “قسد”، بالإضافة إلى 54 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال.

البعد الإنساني

وتسبب القتال بين الطرفين، في سقوط ضحايا مدنيين، مما يثير مخاوف دول الجوار والمجتمع الدولي من تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاع النزوح من شمال سوريا، لا سيما مع استمرار استهداف مناطق مأهولة بالسكان.

ومن وجهة الحقوقيون والمحللون فإن استمرار التصعيد يهدد بزيادة أعداد النازحين وتفاقم الأزمة الإنسانية في الشمال السوري، ما يستدعي تحركات دولية للحد من تدهور الأوضاع.

الأهداف والتداعيات المحتملة

وتسعى أنقرة إلى فرض واقع ميداني جديد من خلال تكثيف عملياتها العسكرية، بهدف تقويض نفوذ “قسد”، التي تعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل الحكومة التركية.

وفي المقابل، تحاول قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الدفاع عن مواقعها عبر عمليات انتقامية، مثل استهداف القواعد التركية، وإثبات قدرتها على الردع العسكري.

وعلى الرغم من التصعيد الخطير وتداعياته على سوريا وأمن واستقرار المنطقة، لم تتدخل القوى الدولية الفاعلة بشكل مباشر، فيما تواصل روسيا والولايات المتحدة مراقبة الوضع عن كثب، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف التصعيد.

ويرى المراقبون وخبراء عسكريون أن استمرار المواجهات قد يؤدي إلى إعادة رسم خطوط التماس في شمال سوريا، مما يعقد المشهد العسكري ويؤثر على التوازنات القائمة.

وعلى ما يبدو، فأن هذه المواجهات قد تساهم إلى حد كبير في زيادة التوتر بين أنقرة وواشنطن، حيث تدعم الأخيرة قوات “قسد” في سوريا تحت شماعة محاربة الإرهاب.

وعليه يمكننا القول أن التصعيد الأخير في الشمال السوري يشكل تحديًا جديدًا أمام جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة، حيث تحاول تركيا توسيع نفوذها، بينما تسعى “قسد” للحفاظ على مواقعها، كما تسعى حليفتها واشنطن للحفاظ على تواجدها في حقول النفط السوري.

 

كما يمكننا القول إن استمرار القتال، يزيد من المخاوف الدولية من تداعيات إنسانية كارثية وسياسية خطيرة قد تؤثر على مستقبل الصراع السوري بأكمله، واستقرار وأمن المنطقة.

ويبقى التساؤل مفتوحًا حول إمكانية التوصل إلى تهدئة حقيقية أم أن التصعيد سيستمر ليعيد تشكيل المشهد العسكري في سوريا ويدفع بالبلاد نحو هاوية الصراعات المدمرة، خاصة مع تنامي صراع النفوذ بين واشنطن وانقرة ووجود فصائل مسلحة متطرفة وإرهابية بتواجد فيها الكثير من المقاتلين الأجانب.

قد يعجبك ايضا