تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
بالتأكيد أن قبول الكيان الاسرائيلي باتفاق وقف اطلاق النار في غزة وبصفقة تبادل الاسرى لم يكن نتيجة لضغط ترامب على “نتنياهو” كما روجت له وسائل الاعلام الاسرائيلية والغربية ومن يدور في فلكهما ، وإنما نتيجة للمعطيات والوقائع على الارض التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في القطاع والتي حولت القطاع الى مستنقع كبير يستنزف جيش الاحتلال الاسرائيلي ويسير به نحو الهزيمة المؤكدة .
وبعيداً عن تصريحات “نتنياهو” العنترية المنافية للواقع لم يكن أمام كيان الاحتلال لإخراج جيشه من هذا المستنقع من خيار سوى القبول باتفاق وقف اطلاق النار وصفقة تبادل الاسرى مع المقاومة الفلسطينية ، ووفق شروط المقاومة .
وبالتأكيد ان قادة الاحتلال كانوا يعرفون تماما ما سيترتب عليه بعد قبولهم بهذا الاتفاق في وعي المجتمع الاسرائيلي خصوصا وفي وعي شعوب المنطقة والعالم من تغيير كبير في الصورة النمطية عن الجيش الاسرائيلي وانه صار ضعيف وبالإمكان هزيمته ولهذا كان لابد من إخراج مسرحية لإظهار ان جيش الاحتلال الاسرائيلي لم يهزم في قطاع غزة وانه مازال قوي .
ولقد مثلت عودة “ترامب ” الى البيت الابيض الوقت المناسب لإخراج هذه المسرحية الى العلن ، حيث أدى “ترامب” دور البطولة فيها وحرك المياه الراكدة في مفاوضات اتفاق وقف اطلاق النار ليتم القبول بها سريعا من قِبل “نتنياهو” وهي مسرحية متفق عليها بين “ترامب ” و”نتنياهو” لتصوير القبول باتفاق النار بانه ليس هزيمة لجيش الاحتلال الاسرائيلي ، وانما جاء بناءً على الضغوط التي مارسها ” ترامب “.
ويبدوا ان “نتنياهو ” لم يتقبل نتيجة الحرب في غزة وواقع الهزيمة التي تلقاها جيش الاحتلال في القطاع ، واستمرار وجود حماس كقوة مؤثرة في القطاع عقب الانتهاء من تنفيذ مراحل اتفاق وقف اطلاق النار ، ولأنه يعرف تمام استحالة عودة الحرب على القطاع جاء ليمارس ضغوط نفسية على حركة حماس من واشنطن وعبر “ترامب ” محاولاً تحقيق ما عجز عن تحقيقه بالقوة العسكرية بإزاحة حماس من المشهد في غزة ، ولهذا جاءت تصريحات ترامب التي لوح فيها باحتلال أمريكي لغزة وقدم فيها رؤية لتهجير سكان القطاع والتي هدفها الضغط على حركة المقاومة الاسلامية حماس للتخلى عن أدارة غزة .