تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
يوماً تلو الآخر تتفاقم ظاهرة الاختطاف في سوريا، حيث باتت تشكل تهديدًا متزايدًا لحياة المدنيين، لا سيما في ظل غياب المساءلة القانونية والتدخل الدولي لوقف هذه الجرائم.
وبعدما كانت مدينة عفرين في محافظة حلب بؤرة لهذه العمليات، امتدت الآن إلى ريف العاصمة دمشق، ما ينذر بتوسع نطاق هذه الظاهرة بشكل يهدد الاستقرار الأمني والاجتماعي في سوريا ما بعد الأسد.
امتداد الظاهرة إلى ريف دمشق
شهد ريف دمشق، اليوم الخميس، عمليات اختطاف جديدة استهدفت ثلاثة مدنيين، في مؤشر واضح على انتقال هذه الجرائم إلى مناطق كانت تعد أكثر استقرارًا نسبيًا مقارنة بشمال البلاد.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن إحدى هذه العمليات تمت بقيادة مسؤول حكومي في منطقة أشرفية صحنايا، حيث تم اختطاف أحد المواطنين ومطالبة عائلته بدفع 25 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه.
وأمام هذا الضغط، اضطرت العائلة إلى تقديم كل ما تملك من أموال ومجوهرات لضمان عودته سالمًا.
الاستهداف الاقتصادي والأمني للمدنيين
لم تقتصر عمليات الاختطاف على المواطنين العاديين، بل استهدفت أيضًا رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة، مثل اختطاف صاحب معمل فحم، حيث تعرضت أسرته لابتزاز مالي كبير.
ويشير المرصد إلى أن الجهات التي تنفذ هذه الجرائم تستهدف بشكل خاص المدنيين ذوي الدخل الجيد، بغرض تحقيق مكاسب مالية ضخمة.
وفي سياق الحدث كشف المرصد السوري، أن الأهالي في ريف دمشق يعيشون اليوم حالة من الذعر والتردد في الإبلاغ عن هذه الجرائم، خوفًا من انتقام الجهات المتورطة، خاصة مع غياب أي جهة رسمية يمكنهم اللجوء إليها لحمايتهم.
جرائم مماثلة في حلب
في سياق متصل، لم تتوقف عمليات الاختطاف في محافظة حلب، حيث شهدت المدينة في الرابع من الشهر الجاري حادثة اختطاف طالت ثمانية شبان كُرد كانوا على متن سيارة نقل عامة على خط الأشرفية-محطة بغداد.
ووفقًا للمرصد، تعرض المختطفون لاعتداءات جسدية، كما هدد الخاطفون سكان المدينة بعدم توثيق الحادثة عبر التصوير قبل مغادرتهم المكان.
دلالات وتداعيات خطيرة