تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
شهدت محافظة القنيطرة جنوب سوريا، اليوم الأحد، تصعيدًا جديدًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قامت الأخيرة بتنفيذ عملية توغل جديدة داخل المنطقة العازلة، مستهدفة مواقع عسكرية في ريف القنيطرة الأوسط.
وتعد هذه العملية جزءًا من سلسلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا، مما يثير تساؤلات حول أهداف هذا التصعيد وتداعياته المحتملة.
أبعاد العملية
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية توغل مفاجئة في محيط قرية “عين النورية” شمال شرق بلدة “خان أرنبة”، استمرت لثلاث ساعات وانتهت بتدمير إحدى السرايا العسكرية التابعة للجيش السوري السابق.
كما تم تدمير ذخيرة ودبابة من مخلفات الجيش السوري السابق، وتشير هذه التطورات إلى استراتيجية جديدة للاحتلال الإسرائيلي تتمثل في استهداف البنية العسكرية السورية في المنطقة.
الدوافع والأهداف
وعلى ما يبدو أن هذا التوغل الإسرائيلي يأتي في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى تأمين حدود كيان الاحتلال من خطر محور القدس العسكرية وعلى وجه الخصوص حزب الله، خاصة أن محافظة القنيطرة تعد منطقة استراتيجية تربط بين الجولان المحتل ودمشق، حيث تنشط فيها عشائر مؤيدة لحزب الله. وبالتالي، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تقويض وجود هذه القوى عبر استهداف المواقع العسكرية السورية السابقة.
وكذا إضعاف أي قدرة عسكرية للفصائل السورية المسلحة المسيطرة على مقاليد الحكم في سوريا ما بعد الأسد، خشية عمل متهور من قبل أي فصيل منها، خارج تعهدات “الجولاني” بعدم قتال “إسرائيل”.
كما تسعى قوات الاحتلال وفق – مراقبين- لفرض معادلات جديدة على الأرض من خلال تكريس سياسة الردع ومنع أي تموضع عسكري جديد في المنطقة القريبة من حدودها، لا سيما مع تزايد التوترات الإقليمية.
اختبار ردود الفعل السورية والروسية
فيما وصف الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن السوري التوغلات “الإسرائيلية” انها بمثابة اختبار لكيفية رد فعل الجيش السوري وحلفائه، بالإضافة إلى مراقبة أي تحرك من الجانب الروسي، خاصة في ظل الحرب الأوكرانية التي شتتت اهتمام موسكو.
التداعيات المحتملة
من المتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى عدة تداعيات، أبرزها:
-
زيادة التوترات في الجنوب السوري: قد تؤدي هذه العمليات إلى ردود فعل من الجيش السوري أو الفصائل المسلحة المتحالفة معه، مما يفتح الباب أمام تصعيد أوسع.
-
تحفيز عمليات انتقامية لمحور القدس، حيث يمكن أن تدفع هذه العمليات فصائل المقاومة التابعة لمحور القدس إلى تكثيف عملياتها في مناطق أخرى، سواء في سوريا أو عبر الجبهة اللبنانية.
-
تعقيد المشهد: قد تؤدي هذه التحركات إلى زيادة التدخلات الدولية، خاصة من قبل روسيا التي تملك وجودًا عسكريًا في سوريا، وهو ما قد يعقد المشهد الأمني والسياسي.
وعلى ما يبدو أن التصعيد “الإسرائيلي” في القنيطرة لن يكون حدثًا عابرًا، بل قد يكون جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إعادة رسم معادلات القوة في الجنوب السوري.