البرلمان العربي يدعو لخطة عربية لدولة فلسطينية وعاصمتها القدس
القاهرة-وكالات//
حمّل رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي في كلمته في الجلسة الطارئة للبرلمان العربي في القاهرة اليوم الاثنين، الولايات المتحدة مسؤولية تبعات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة “لإسرائيل”، ونقل السفارة الأميركية إليها، واصفُا القرار بأنه لا مسؤول.
داعياً الدول العربية إلى وضع خطة تحرك عربية لإقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس، ومحذراً مما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة وعلى المستويين الإقليمي والدولي، وما يشكله من تهديد للأمن والسلم الدوليين.
وأعلن السلمي، خلال الجلسة الافتتاحية بحضور الأمين العام للجامعة أحمد ابو الغيط، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين رياض المالكي، تسمية دور الانعقاد الحالي للبرلمان العربي (القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين).
وقال “إننا نجتمع اليوم باسم الشعب العربي من أجل قضية العرب الأولى فلسطين في ظرفٍ بالغ الدقة والخطورة، لمناقشة تداعيات القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، ونقل السفارة الأميركية إليها”.
واصفاً أن قرار ترامب، سابقة خطيرة في منظومة العلاقات الدولية، وتهديداً للأمن والسلم الدوليين، وانتهاكاً خطيراً لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تعتبر القدس مدينة محتلة، واعتداءً سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، واستفزازاً صارخاً لمشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم”.
وقال السلمي: “لقد دعونا إلى هذه الجلسة الطارئة للبرلمان العربي، ممثل الشعب العربي الكبير الناطق باسمه والمدافع عن قضاياه، والمعبر عن آماله انطلاقاً من واجبنا الديني والوطني والقومي، وتحملاً لمسؤوليتنا في التعبير عن موقف الشعب العربي العظيم، الذي يحمل للقدس محبة صادقة، وإيماناً راسخاً، ورفضاً قاطعاً للتخلي عنها، واستعداداً للتضحية في سبيلها “.
وشدد على أن “الشعب العربي غاضب أشد الغضب ومستاء أشد الاستياء، فمن لا يغضب للقدس ليس فيه ذرة من كرامة للعروبة، لذا فإن صرختنا التي نطلقها اليوم من هنا من مقر جامعة الدول العربية، نريدها أن تدوي في أركان العالم نصرة لمدينة القدس”.
مؤكداً أن الاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال هو أمر مرفوض، وخطوة للقضاء على الحل السلمي للقضية الفلسطينية، وضرب لكل المقررات والاتفاقيات العربية والدولية، مؤكداً أن القدس لنا أبناء هذه المنطقة، عرباً ومسلمين ومسيحيين، ليست مجرد قطعة أرض على خريطة العالم، بل لها رمزيتها ومكانتها الدينية والتاريخية والثقافية العميقة، وليست محلاً للتنازل أو المقايضة، فهي عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ووجه تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني الصامد على أرض فلسطين، وثمن صمودهم وتضحياتهم أمام سياسات القتل والتدمير والتهجير الممنهجة التي تمارسها قوة الاحتلال الغاشمة.
مطالباً جميع أبناء الشعب الفلسطيني للتوحد خلف قيادتهم، ونبذ الخلافات والنزاعات، والتمسّك بخيار الصمود في مواجهة القوة الغاشمة للاحتلال.
ودعا السلمي الأمتين العربية والإسلامية حكاماً ومحكومين أفراداً ومؤسسات، لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الحفاظ على مدينة القدس وتمسكه بأرضه، وتقديم كل ما يستطيعون لأشقائهم الفلسطينيين، والمساهمة في صندوق القدس دعماً للشعب الفلسطيني الأبي.
مثمناً مواقف الدول والشعوب الإفريقية والأوروبية والآسيوية والأميركية اللاتينية، ورفضهم لقرار الإدارة الأميركية، ودعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني، ومساندتهم لقيام دولة فلسطينية عاصمتها مدينة القدس الشرقية.
داعياً الأمم المتحدة لقيادة عملية التسوية كطرف محايد ونزيه، وتطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بحل الدولتين، وتحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية القدس وصون مقدساتها، وإفشال أية تحركات فردية أو أحادية، بعد أن خرجت الولايات المتحدة عن حيادها ونزاهتها كوسيط لعملية السلام وكشفت عن انحيازها بصورة علنية للقوة القائمة بالاحتلال.
معرباً عن أمله في أن يشكل اجتماع البرلمان العربي هذا، نقلة نوعية للتضامن العربي مع صمود الشعب الفلسطيني، لتمكينه من انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة في بناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.