المصدر الأول لاخبار اليمن

التعزيزات الأمريكية في شمال شرق سوريا.. تصعيد عسكري واستراتيجية طويلة الأمد

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

في خطوة جديدة تعكس استمرار الاهتمام الأمريكي بالوجود العسكري في سوريا، أرسلت القوات الأمريكية دفعة ثالثة من التعزيزات العسكرية إلى شمال شرق البلاد خلال أسبوع واحد.

هذه التطورات تأتي في سياق دعم القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة، حيث دخلت قافلة جديدة تضم 30 شاحنة محملة بالمواد العسكرية واللوجستية عبر معبر الوليد الحدودي من إقليم كردستان العراق باتجاه قاعدة خراب الجير في ريف الحسكة، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

أهداف التعزيزات العسكرية

هذه التحركات العسكرية تشير إلى عدة أهداف استراتيجية يمكن تحليلها على النحو التالي:

  • تعزيز القواعد العسكرية: يُحتمل أن تكون هذه التعزيزات موجهة لدعم البنية التحتية العسكرية الأمريكية في سوريا، تحسبًا لأي تصعيد محتمل.

  • تعزيز مواجهة المنافسين: في ظل استمرار التنافس الإقليمي في سوريا، قد تكون هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أمريكية لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في شمال وشرق سوريا من جهة ومن جهة آخري مواجهة أي نفوذ إيراني وروسي وصيني محتمل في المنطقة.

  • دعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد): القوات الأمريكية تعمل بشكل وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية، ويُرجح أن هذه التعزيزات تهدف إلى استمرار هذا الدعم، خاصة في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة من الفصائل السورية المسلحة المدعومة من تركيا وخلايا نائمة أخرى.

  • تأمين حدود كيان الاحتلال: من المرجح أن تلك التعزيزات تأتي أيضاً لتأمين حدود كيان الاحتلال الصهيوني من أي خطر محتمل من سوريا خاصة من قبل مناصري حزب الله من أبناء الطائفتين العلوية والشيعية في سوريا وذلك بعد تصريحات قادة كيان الاحتلال عن نواياهم في بناء قواعد عسكرية في جنوب لبنان وكذا كشف الرئيس الأمريكي ترامب عن خطته بتهجير سكان قطاع غزة.

تعقيد المشهد السوري

تثير هذه التعزيزات العسكرية تساؤلات الكثير من -المراقبين- حول مستقبل الدور الأمريكي في سوريا، لا سيما في ظل الضغوط الدولية والداخلية لإعادة النظر في الوجود العسكري الأمريكي هناك، خاصة بعد إعلان واشنطن وحلفاؤها في 2018م القضاء بشكل كامل على تنظيم “داعش” وكذا سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي.

ويرى الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن السوري، أن هذه التعزيزات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات مع القوى الإقليمية الأخرى، خصوصًا إيران وروسيا، اللتين تعتبران الوجود الأمريكي تهديدًا لمصالحهما في سوريا بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام.

وعلى ما يبدو أن واشنطن مع إصرارها إرسال 3 دفعات من التعزيزات العسكرية في غضون أسبوع و 15 دفعة خلال شهر، عازمة على ترسيخ وجودها العسكري في شمال شرق سوريا.

ويبقى السؤال الأهم: هل هذه التعزيزات تمهيد لاستراتيجية أمريكية جديدة في سوريا، أم أنها مجرد خطوات تكتيكية لضمان استمرار النفوذ الأمريكي في المنطقة؟

أذن الأيام القادمة وحدها كفيلة بأن تكشف المزيد من الوضوح بشأن المسار الذي ستتبعه الولايات المتحدة في الملف السوري.

قد يعجبك ايضا