السيد نصرالله: قرار ترامب بداية النهاية لإسرائيل وموقف الفلسطينيين مفتاح لمرحلة تاريخية آتية
جدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موقفه والتزامه في دعم القضية الفلسطينية حتى النصر أو الشهادة.
وأكد السيد نصر الله في كلمته اليوم أمام الحشود الهادرة التي اجتمعت في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت على نصرة للقدس وفلسطين، ان حلم الفلسطينيين سيتحقق بالعودة إلى فلسطين المحتلة في القريب العاجل، مشددا عليهم بأن يتمسكوا بحق العودة لوطنهم وأن يرفضون التوطين والوطن البديل ويربون الاولاد والاحفاد على حلم العودة الى وطنهم الأصل.
وقال الامين العام لحزب الله: “هناك شعبان خرجا وواجها الرصاص، الشعب الفلسطيني واليمني الذي خرج في صنعاء وصعدة بمئات الالاف واللذان يقصفان من قبل سلاح الجو التابع للعدوان السعودي الأميركي”، ومن فائدة القرار الاميركي أن يميز الخبيث من الطيب على امتداد العالم العربي والإسلامي.
مشيرا الى ان “ترامب” تصور أنه عندما يعلن اعترافه بالقدس عاصمة للإحتلال الإسرائيلي وبكل عنجهية واستكبار أنه سيخضع له العالم وستتسابق عواصم العالم لتلحق به. لكنه بدا غريبا وحيدا معزولا معه فقط “اسرائيل”. هذا الامر مهم ويجب البناء عليه وأن تعمل الحكومات العربية والاسلامية على تحصين مواقف الدول الرافضة لهذا الاعتراف.
وأضاف إن الشعب الفلسطيني الصامد المضحي يواجه اليوم بصدره، بالحجارة وبالسكين هذا العدوان ليدافع عن القدس ومقدسات الامة كلها، مقدسات المسلمين والمسيحيين في العالم. له منا كل التحية والتقدير والاجلال والانحناء باحترام”.
وأوضح قائلا: اليوم وبعد كل الاحداث أن تخرج التظاهرات وتنظم الاعتصامات وأن يعبر الناس عن موقفهم الرافض للعدوان الاميركي وتضامنهم مع فلسطين، ومن اوجب الواجبات الاعلامية والنفسية والروحية، ومن الاشكال المهمة للتغلب على نتائج السنوات العجاف.
وثمن جميع المواقف التي صدرت في مختلف الابلدان الرافضة للعدوان الصهيوني على القدس والقضية الفلسطينية، ومواقف جميع الدول والرؤساء والحكومات والدول الذين رفضوا قرار ترامب ولم يستجيبوا له، وهو أمر مهم يجب أن ينتبه اليه من يخوض المواجهة، والتي عبرت فيها الجماهير عن غضبها وادانتها لهذا العدوان والتزامها بقضية القدس وفلسطين.
مشيدا بالمواقف التاريخية لكل المرجعيات الدينية الاسلامية، السنية والشيعية، والمرجعيات الدينية المسيحية على اختلافها وخصوصا في المشرق العربي.
وشدد قائلا: نجدد العهد أن نبقى مع فلسطين والقدس ومع المقدسات الاسلامية والمسيحية. نشهد اليوم انتفاضة حقيقية في الروح والفكر والموقف والارادة والميدان والشارع فيها مسلمون ومسيحيون يتضامنون للدفاع عن المقدسات.
لافتا الى أن اجتماع حكومة العدو الإسرائيلي في اليوم الثاني من قرار ترامب وإعلان بناء 14 ألف وحدة سكنية وتغيير الاسماء العربية للشوارع، جاء بعد القرار الاميركي وهو ما يجب أن نعرف أنه جاء في سياق وليس معزولا، وفي إطار المشروع الاميركي الصهيوني في تدمير دولنا وشعوبنا وجيوشنا.
مؤكدا أن أميركا هي التي تدعم الجماعات الارهابية وفي مقدمها “داعش” بهدف تدمير مجتمعاتنا، وتصفية القضية الفلسطينية حتى يأتي يوم ينسى فيه الناس فلسطين، لكن ستخيب آمالهم في اكمال التوسعة في المشروع الاميركي الاسرائيلي.
داعيا الامة الاسلامية جمعاء إلى مواجهة المشروع الأمريكي، معتبرا أن المسؤولية لا تقع فقط على الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما الصمود هو الحل، في الرفض التام للخضوع والإملاءات الاميركية وبعض العربية.
محثا الفلسطينيين الحفاظ على مبادئهم حول قضيتهم على أن تكون القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ورفض كل عائلة مشروع “أبو ديس”، وموقفكم يا شعب فلسطين هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية المقبلة وعليكم الرهان وكلنا معنيين أن نكون معكم.
واعرب السيد نصر الله عن شكره للحضور الكبير وقال : ان هذا التضامن العظيم وأنتم أهل المقاومة والوفاء، أنتم الذين كنتم وما زلتم تملأون الميادين والساحات، فالسلام عليكم يا أشرف الناس وأكرم الناس. أنتم الذين كنتم قبل اسابيع قليلة وفي هذه المنطقة بالتحديد مع سيدكم أبي عبدالله الحسين (ع) تعلنون التزامكم بفلسطين والقدس والدفاع عن المقدسات، قلتم له في اليوم العاشر واليوم مجددا امام العدوان الاميركي الصهيوني السافر على القدس والمقدسات وعلى الامة كلها
ليسمع العالم كله ما قلناه قبل أسابيع “ما تركت يا حسين”. الحسين عنوان المظلومين وعنوان دين السماء الذي يعتدى عليه ومقدسات الارض التي يعتدى عليها. أرحب بكل من شارك بهذه التظاهرة الجماهيرية من الاحزاب والتيارات وأخص بالذكر الاخوة والاخوات في حركة أمل وأهلنا في المخيمات الفلسطينية، الذين يتمسكون بحق العودة ويرفضون التوطين والوطن البديل ويربون الاولاد والاحفاد على حلم العودة الى فلسطين. هذا العلم سيتحقق قريبا، وقريبا جدا.
وتابع قائلا : أولا باسمكم نتوجه بالتحية، تحية التقدير والتعظيم والاكبار للشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة في غزة والضفة والقدس واراضي 48 وبيت المقدس، على وقفتهم التاريخية والحركة السريعة منذ الساعات الاولى لقرار العدوان الاميركي الذي أعلنه ترامب.
واشار السيد نصر الله الى ان الاحتضان الشعبي الذي يعبر عنه يشكل دعما معنويا كبيرا جدا للمقاومين والمنتفضين واضاف: كل تظاهرة او اعتصام او احتشاد كان يحصل في اي مكان في العالم كان يزيدنا قوة ويشعرنا أننا لسنا وحدنا. الشعب الفسلطيني بحاجة الى هذا الحضور الجماهيري والشعبي، التظاهرات اليوم تشكل البيئة الحاضنة في مواجهة العدوان. للذين تظاهروا كل الشكر والدعوة لمواصلة التحدي، وهذا شكل من اشكال المواجهة.
ولفت الى ان الصف قد يشهد بعض الخروقات كما حصل في الوفد البحريني وقال: هذا الوفد لا يمثل شعب البحرين ولا ارادة البحرين، بل يمثل السطة الغاشمة التي ارسلته وحملته برسالة الملك حول السلام والتسامح والعيش المشترك مع الذين يهودون القدس والمحتل. هذا لا يعبر عن شعب البحرين، الشعب خرج في تظاهرات للتعبير عن تضامنه مع القدس واطلق عليه الرصاص وقمع. هذه فضيحة للسطلة التي تقمع الشعب وتمنعه من التظاهر لاجل فلسطين وترسل وفدا للتطبيع مع العدو.
وتابع اننا في لبنان اليوم نفتخر باجماعنا الوطني حول القدس وحول فلسطين، وحول الموقف من قرار ترامب المدان والمستنكر من قبل جميع اللبنانيين، والمواقف التي أعلنت من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والكتل النيابية والنواب ورئيس الحكومة ومختلف القوى السياسية والمكونات الشعبية وصولا الى الخطاب المميز لوزير الخارجية في اجتماع الدول العربية في القاهرة.