برغم ان اتفاق وقف إطلاق النار يُلزم كيان الاحتلال الاسرائيلي بإدخال البيوت المتنقلة “الكرفانات” والمعدات الثقيلة الى غزة، الا ان رئيس وزراء كيان الاحتلال ” بنيامين نتنياهو” يُصر على عدم إدخالها وهو ما يؤكد سعي “نتنياهو” للابقاء على معاناة الفلسطينيين الذين تم تدمير منازلهم خلال العدوان حيث يريد لهؤلاء البقاء دون مأوى لدفعهم لقبول الهجرة من غزة.
كما يرى “نتنياهو” ان إدخال المعدات الثقيلة الى القطاع سيساعد سكان القطاع على إزالة الركام والبدء بإعادة بناء منازلهم وترميم البنية التحتية التي دمرها خلال فترة العدوان وهذا ما لا يريده أن يحصل حيث يريد ان يبقى القطاع مدمراً لدفع سكان القطاع للهجرة والرحيل عن القطاع.
وتشير التقارير الى أن الاحتلال الاسرائيلي دمر خلال العدوان نحو 90% من بنيته التحتية في قطاع غزة، وتضررت نحو 440 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، مما جعلها غير صالحة للسكن.
ومن الواضح جداً ان الاحتلال يستند في عدم تنفيذه لبنود الاتفاق الى خطة “ترامب” التي اقترحها لتهجير سكان قطاع غزة.
ومن المؤكد أن إصرار كيان الاحتلال على عدم تنفيذ البرتوكول الانساني يأتي بضوء أخضر من “ترامب” والذي يرى هو الاخر ” ان إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة ستعرقل خطته لتهجير الغزيين.
وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، قد أكد في وقت سابق اليوم إن إعلان الاحتلال رفض إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة، هو تنصل واضح من تعهداته والتزاماته التي وقع عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني الملحق.
وقال معروف في تصريحات اليوم، أن ذلك بمنزلة إعلان صريح بإفشاله الاتفاق الذي أكدت المقاومة أنها ستلتزم بتعهداتها فيه ما التزم الاحتلال.
وتأتي تصريحات معروف بعد كشف الاعلام العبري عن رفض رئيس وزراء كيان الاحتلال ” بنيامين نتنياهو” في ختام مشاورة أمنية أمس، إدخال الكرافانات والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة، رغم حصول حماس على ضمانات واضحة من الوسطاء بإدخال الكرفانات والمعدات الثقيلة قبل إطلاقها لثلاثة من الاسرى الاسرائيليين أمس السبت.
ويرى مراقبون ان إمكانية تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار تبدوا ضعيفة فيما إذا أصر كيان الاحتلال الاسرائيلي بالمماطلة في تنفيذ البروتكول الانساني، خصوصاً في ظل تمسك المقاومة الفلسطينية بشرط تنفيذه لإتمام مراحل صفقة تبادل الاسرى مع الاحتلال، وهي التي أوقفتها بالفعل وكانت قد أجلت تسليم الثلاثة الاسرى الاسرائيليين الذين أفرجت عنهم أمس، بعد حصول المقاومة على ضمانات من الوسطاء بإلزام الاحتلال بتنفيذ البروتكول الانساني، وهو مالا يريد الإسرائيليون تنفيذه الى اليوم.