تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
من الواضح ان كيان الاحتلال الاسرائيلي ينوي تحويل احتلاله لمحافظة القنيطرة السورية الى مشروع استيطاني دائم ، عبر الربط بين السكان المحليين ، وسلطات الاحتلال الاسرائيلي ، وهذا ما تؤكده الاغراءات التي يقدمها الكيان لسكان القنيطرة من عروض عمل ، خدمات صحية وتعليمية وماء و كهرباء ، وغيرها مستغلة الازمة الاقتصادية التي يعيشها أبناء هذه المناطق .
وحسب ما أفادت به المصادر جنوب سوريا فان جيش الاحتلال أجرى إحصاء سكانيا في القرى التي دخلتها في محافظة القنيطرة، وعرض على سكانها فرص عمل في الأراضي الإسرائيلية، براتب أعلى بكثير مما هو معروض في البلاد .
ووفق ما نقله موقع ” العربي الجديد ” عن أحد أبناء ريف القنيطرة فإن عناصر جيش الاحتلال دخلوا مراراً إلى معظم بلدات ريف القنيطرة الجنوبي والمتوسط والشمالي وعرضوا على الوجهاء والعديد من العائلات ، تقديم الخدمات ومنح أبناء هذه المناطق فرص عمل في الجولان السوري المحتل ووظائف دائمة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الهدف الذي تريد ان تحققه “إسرائيل ” من وراء عروضها لسكان القنيطرة ؟
الحقيقة هي ان “إسرائيل” تحاول ربط السكان المحليين بسلطات الاحتلال ، وفصلهم عن وطنهم الام سوريا ، لخلق واقع جديد يُسهل عليها الاستيلاء على هذه المنطقة لاحقا ، كما حدث سابقا مع الجولان السوري المحتل .. إضافة الى انها تريد شراء ولاءات أبناء هذه المناطق بما ستقدمه من فرص عمل ، وخدمات ، مستغلة الازمة الانسانية التي يعيشها أبناء هذه المناطق ، وتخلي السلطات الجديدة في دمشق عنهم .
وحسب مراقبين فأن ما يعزز من فرص “إسرائيل” في تحقيق أهدافها في محافظة القنيطرة السورية هو تخلي الادارة الجديدة في سوريا عن أبناء هذه المناطق ، والتصريحات المتكررة بانها لا تريد أن تدخل في حرب مع “إسرائيل” .
ويبدو ان المستهدف من الخطة “الاسرائيلية” التوسعية ليس فقط محافظة القنيطرة وانما جنوب سوريا بأكمله ، وهذا ما أكدته تصريحات رئيس وزراء كيان الاحتلال ” بنيامين نتنياهو” امس والتي دعا فيها الى ان تكون جنوب سوريا منزوعة السلاح مهدداً دمشق مما أسماه التعرض للدروز .
ومن الواضح أن “نتنياهو” يريد توظيف ورقة الاقليات في سوريا لخدمة أهداف “إسرائيل” التوسعية ، لكن في المقابل يظهر الرفض الواضح من أبناء محافظات جنوب سوريا الذين خرجوا في العديد من المناطق ، في مظاهرات عبروا فيها عن رفضهم واستنكارهم لتصريحات ” نتنياهو ” .. الى جانب ان أبناء القنيطرة الى الان لم يقبلوا ما تقدمه “إسرائيل ” لهم من عروض وإغراءات .
