المصدر الأول لاخبار اليمن

ترامب يطرد زيلينسكي بطريقة مهينة.. وموسكو تصفها بالصفعة التاريخية

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

شهد البيت الأبيض فضيحة دبلوماسية غير مسبوقة بعد مواجهة محتدمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، انتهت بطرد الأخير في مشهد يعري هشاشة التحالفات الغربية حول الحرب الأوكرانية.

الواقعة التي وصفتها وسائل الإعلام بـ”التاريخية” كشفت عمق الخلافات بين واشنطن وكييف، في وقت تعاني فيه أوكرانيا من مأزق عسكري وسياسي مع استمرار الحرب مع روسيا.

المواجهة جاءت بعد أن ألغت واشنطن توقيع اتفاقية المعادن الأرضية النادرة مع كييف، وهو ما شكل ضربة قاسية للنظام الأوكراني الذي يعول على الدعم الأمريكي للبقاء في مواجهة موسكو.

تصريحات ترامب النارية أمام الصحفيين اتهم فيها زيلينسكي بالمقامرة بالحرب العالمية الثالثة، متهماً إياه بعدم إبداء الاحترام الكافي للولايات المتحدة التي تغدق بالمليارات على نظامه منذ بدء الحرب.

ترامب خيّر نظيره الأوكراني بين توقيع الاتفاقية أو التخلي عن الدعم الأمريكي، في خطوة تعكس انتهازية واشنطن في استغلال موارد أوكرانيا مقابل إطالة أمد الحرب.

مشهد الطرد يعري زيف الخطاب الأمريكي الذي يروج للدفاع عن الديمقراطية بينما يمارس الابتزاز السياسي والاقتصادي تجاه حلفائه.

زيلينسكي الذي طالما روج لنفسه كرمز للصمود في وجه روسيا ظهر في البيت الأبيض مجرد أداة بيد واشنطن، وسط تلميحات بأن أوكرانيا لا تملك أي أوراق مساومة في الصراع. تصريحات ترامب بأن زيلينسكي يجب أن يبدي الشكر تكشف عن نظرة الولايات المتحدة لكييف كدولة تابعة، وليست شريكاً استراتيجياً كما يروج في الإعلام الغربي.

المواجهة العلنية جاءت بعد أسبوع من جهود دبلوماسية مكثفة بذلها الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني لإقناع ترامب بعدم التخلي عن كييف، لكن صدام البيت الأبيض فضح الخلافات العميقة داخل التحالف الغربي.

المشادة فتحت الباب أمام تشكيك متزايد في تماسك هذا التحالف الذي يبدو أنه يترنح تحت وطأة الخسائر العسكرية في أوكرانيا وتزايد الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وأوروبا.

الموقف الروسي استغل المشهد لإدانة السياسات الغربية، حيث وصف مسؤولون في موسكو المواجهة بأنها “تاريخية”، معتبرين أن ترامب قال لأول مرة الحقيقة لزيلينسكي.

التصريحات الروسية اعتبرت الطرد بمثابة صفعة قوية لكييف، واعتراف ضمني من واشنطن بأن الحرب الأوكرانية أصبحت عبئاً سياسياً واقتصادياً على الغرب.

الواقعة تعكس تحولاً جذرياً في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، ما ينذر بتغيرات كبيرة في المشهد الدولي، بينما واشنطن التي دفعت كييف إلى مواجهة مفتوحة مع موسكو تبدو الآن على وشك التخلي عن حليفها، بعد أن استنزفت موارده وقدراته.

الأيام القادمة قد تشهد بداية انهيار التحالف الغربي، في ظل مؤشرات على أن الأولويات الأمريكية تتجه نحو احتواء الصراع بدلاً من تأجيجه. المواجهة في البيت الأبيض كشفت أن الدعم الأمريكي ليس إلا أداة لنهب موارد الدول التابعة، وأن مصير أوكرانيا مرهون بحسابات المصالح الأمريكية فقط.

قد يعجبك ايضا