تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
تشهد مدينة جرمانا في ريف دمشق الجنوبي توترًا غير مسبوق بين أبناء الأقلية الدرزية وقوات الأمن العام التابع لحكام سوريا ما بعد الأسد، وذلك بعد مقتل أحد ضباط الأمن العام خلال حملة أمنية، ضمن سلسلة الحملات التي على قمع الأقليات في مناطق سورية عدة.
تصاعد التوتر في جرمانا
هذا الحادث أدى إلى تصاعد المواجهات بين قوات الأمن والسكان المحليين من الطائفة الدرزية، مع ورود تقارير عن وصول تدافع كبير للمسلحين الدروز من السويداء لدعم أبناء الطائفة في المدينة.
بالتزامن مع ذلك، تشير مصادر محلية إلى أن القوات العسكرية والأمنية تحاصر المدينة من عدة جهات استعدادًا لتنفيذ عملية اقتحام بدواعي البحث عن فلول النظام السابق.
“إسرائيل” واستغلال الأزمة الداخلية
اليوم السبت، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر ديوان رئيس وزرائها “بنيامين نتنياهو”، عن استعدادها للتدخل عسكريًا “لحماية الدروز في جرمانا”، مهددة النظام السوري الجديد بضربات عسكرية في حال استهدافه للطائفة الدرزية.
هذه التصريحات تضع الأزمة في إطار أوسع، حيث يبدو أن قوات الاحتلال تسعى لاستغلال الفوضى الداخلية في سوريا لتبرير توسيع نفوذها الإقليمي.
الأهداف السياسية والعسكرية
وعلى ما يبدو فأن التهديدات الصهيونية الأخيرة تحمل عدة أبعاد:
-
الاستراتيجية الأمنية: تسعى “حكومة نتنياهو” إلى خلق مناطق نفوذ جديدة بالقرب من العاصمة السورية، مستغلة النزعة الطائفية لفصائل حكام سوريا الجدد المدعومة من أنقرة وكذا التوترات والنزاعات الداخلية بين تلك الفصل وبين الجيش التركي وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
-
الضغط على النظام السوري: من خلال تهديد النظام الجديد بضربات عسكرية، تضع حكومة وقوات الاحتلال نفسها كطرف مؤثر في التوازنات السورية الداخلية.
-
كسب التأييد الدولي: عبر الادعاء بحماية الأقليات، تحاول قوات الاحتلال تحسين صورتها الدولية وإيجاد مبررات لتدخلها العسكري.
انعكاسات التصعيد على المشهد السوري