مسلحين تابعين للحكومة السورية المؤقتة في اللاذقية ــ ارشيف
Share
تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
تشهد مناطق الساحل السوري لليوم الثاني على التوالي، تصاعدًا في التوتر الأمني في ظل الحملة العسكرية التي أطلقتها قوات وزارتي الدفاع والداخلية التابعة لحكومة دمشق الجديدة، ضد أبناء الطائفة العلوية في محافظات الساحل السوري.
وفي السياق، استقدمت السلطات السورية الجديدة تعزيزات عسكرية مكثفة لدعم القوى الأمنية، حيث انتشرت القوات بشكل واسع في محافظتي اللاذقية وطرطوس، في محاولة لاحتواء الفوضى الأمنية التي تسبب فيها مجاميع مسلحة تابعة لها.
بدوره أعلن مدير أمن حكومة دمشق المؤقتة في اللاذقية مساء الخميس، يعلن مقتل أكثر من 50 عنصرا من قوات الأمن السورية في الاشتباكات بالمحافظة
ووفقاً للمرصد السوري لحق الإنسان، أسفرت الاشتباكات المتبادلة عن مقتل 147 شخصًا، بينهم 30 مدنياً، فضلاً عن إصابة العشرات، بالإضافة إلى مفقودين وأسرى من الطرفين، وسط تقارير عن عمليات تصفية وإعدامات ميدانية للمدنيين من قبل عناصر وزارتي الدفاع والداخلية.
وبحسب سكان محليون، امتدت الاشتباكات العنيفة مساء اليوم الخميس، إلى حي الزراعة وسط مدينة اللاذقية.
كما امتد تأثير الاشتباكات إلى المدنيين، حيث طالت مدينة اللاذقية وبلدات الحفة والمختارية والشير في ريفها، ما أدى إلى موجة من الخوف والنزوح بين الأهالي.
وقال المرصد السوري، إن مسلحين من الجيش السوري السابق سيطروا على مناطق وقرى بريف اللاذقية لاسيما مطار أسطامو العسكري ومنطقة القرداحة وقرى دوير بعبدة وأجزاء من مدينة جبلة التي شهدت حرب شوارع طاحنة.
جرائم قتل خارج القانون
اعدام مسن وابنه في بانياس
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه حصل على مشاهد فيديو وشهادات من الأهالي، توثق عمليات إعدام نفذها عناصر من الأمن الداخلي بحق 80 شخصًا من أبناء الطائفة العلوية في المناطق السابق ذكرها، وسط تقارير عن سقوط المزيد من القتلى الذين لم يتمكن المرصد من توثيقهم حتى اللحظة.
ومن أبشع جرائم الإعدام التي نفذها عناصر من الأمن الداخلي كانت بحق المعلم محي حمامة والمعلمة خالدية غانم وأبنتهم الطبيبة تالة حمامة بتهمة انتماء نجلهم حازم حمامة للجيش السوري السابق.
وفي بلدة بعبدة بمحافظة اللاذقية قال موقع توثيق انتهاكات سوريا أن عناصر الأمن نفذوا عملية إعدام ميداني بحق المسن حاتم علي عيسى ( 70 عاما ) أثناء ذهابه لإرجاع ابنته من الجامعة كما تم إعدام، السيدة فداء غسان ديوب ( 52 عاما )، وعلاء سليمان علي ( 47 عاما )، وعلي صلاح عيسى ( 52 عاما ).
وفي بلدة بانياس، أفادت مؤسسات حقوقية وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، أن عناصر الأمن أبادوا عائلات بالكامل في البلدة، من أبشع جرائم القتل خارج القانون إعدام المسن شعبان منصور البالغ من العمر 90 عاما حيث أُعدم ميدانيا مع ابنه حسن منصور لكونهما من الطائفة العلوية.
وتُظهر مشاهد الفيديو التي نشرتها مؤسسات حقوقية سورية جثث الضحايا ملقاة على الأرض داخل القرى، في مشاهد مروعة من البكاء والانهيار الشديد لأهالي الضحايا.
وتأتي هذه الأحداث في سياق المواجهات الدائرة في الساحل السوري بين قوات وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين من جيش النظام السابق من جهة أخرى.
تصعيد عسكري
وفي تطور متسارع، قالت وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة دمشق المؤقتة إن قواتها بدأت في اقتحام مدينة القرداحة بريف اللاذقية، بعدما استقدمت تعزيزات عسكرية تضمنت دبابات ومصفحات، وذلك لملاحقة عناصر من جيش النظام السابق عقب سيطرتهم على عدة قرى وبلدات في المنطقة.
وفي مدينة بانياس، تقوم قوات حكومة دمشق الجديدة بتمشيط محيط المدينة والطريق السريع باستخدام المدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة، وسط معلومات عن استمرار استقدام تعزيزات عسكرية إلى مناطق الساحلطرطوس
السوري.
بينما تخضع عدة بلدات وقرى في جبال الساحل السوري لعناصر من الجيش السوري السابق.
وتأتي هذه التوترات رداً على الانتهاكات وجرائم القتل خارج القانون التي نفذتها الجماعات المسلحة التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية بحق أبناء الطائفة العلوية في مناطق عدة في سوريا كان أعنفها ما يحدث لليوم الرابع على التوالي في حي الدعتور.
وتستمر المواجهات العسكرية في الساحل السوري وسط ترقب لمآلات الوضع الأمني وتأثيره على المدنيين، في ظل استمرار العمليات العسكرية والمواجهات العنيفة في محافظات الساحل.