المصدر الأول لاخبار اليمن

السيد عبدالملك الحوثي يقدم خلاصة مهمة حول أحداث الساحل السوري ومن المستفيد؟

السيد عبدالملك الحوثي يقدم اضاءات مهمة حول احداث الساحل السوري

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

في سياق التطورات الدامية التي تشهدها الساحة السورية، أدان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، لليوم الثاني على التوالي، الجرائم الوحشية التي ترتكبها الجماعات المسلحة التابعة للحكومة السورية الجديدة في الساحل السوري، مؤكدًا أن هذه الجرائم ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل.

انتهاكات صارخة

وأشار السيد عبد الملك الحوثي إلى أن الجماعات التكفيرية في سوريا لم تكتفِ بارتكاب الجرائم بوحشية مفرطة، بل عملت على توثيقها ونشرها في مقاطع فيديو، مما يعكس، بحسب قوله، إصرار هذه الجماعات على تنفيذ مخططها القائم على العنف والتصفية العرقية والطائفية.

وأضاف أن هذه الجرائم تمثل نموذجًا بشعًا لعمليات الإبادة التي تُنفذ بغطاء سياسي وعسكري من جهات دولية داعمة.

وشدد السيد عبد الملك الحوثي على أن ما تقوم به الجماعات التكفيرية في سوريا يمثل انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف والقوانين الإنسانية، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة عدم السكوت عن هذه الفظائع التي تتنافى مع القيم الإنسانية والقانون الدولي.

وأكد السيد عبدالملك، أن هذه الجرائم ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي جزء من مشروع متكامل لإبادة شرائح معينة من المجتمع السوري، مدعومًا بتمويل وتخطيط من جهات خارجية.

أدوار أمريكية و”إسرائيلية”

وتناول السيد عبدالملك الحوثي في تصريحاته الأبعاد الجيوسياسية للأزمة السورية، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات التكفيرية تنفذ مخططات ذات طابع هندسي استراتيجي بإشراف أمريكي و”إسرائيلي”.

واتهم السيد عبدالملك صراحة الولايات المتحدة وكيان الاحتلال بالوقوف وراء هذه الفوضى الأمنية في سوريا، معتبرًا أن الجماعات التكفيرية تعمل وفق أجندة مرسومة بعناية تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي السوري وإضعاف البلاد من الداخل.

وأوضح أن كيان الاحتلال رغم سيطرته على مناطق شاسعة جنوب سوريا، وكذا اقتراب هذه الجماعات من حدوده، لم يتعرض لأي هجوم منها، مما يعزز الشكوك حول طبيعة العلاقة بين الطرفين، ويعكس طبيعة الأجندة التي تحكم تحركات الجماعات التكفيرية.

ولفت السيد عبدالملك إلى أن الولايات المتحدة وكيان الاحتلال تستفيدان من هذه الفوضى، لتقديم نفسيهما كمنقذين للشعب السوري، مستشهدًا بإعلان قوات الاحتلال الإسرائيلي عن حمايتها لطائفة الدروز في السويداء، والذي أدى إلى تحييدهم عن استهداف الجماعات المسلحة.

كما لفت إلى أن الولايات المتحدة تقدم نفسها أيضاً كمنقذ للشعب السوري رغم دعمها غير المباشر لهذه الجماعات.

جرائم ميدانية وانعكاساتها

على الأرض، جاءت تصريحات السيد عبدالملك الحوثي في وقت تتفاقم فيه الانتهاكات الإنسانية في سوريا، حيث شهد الساحل السوري يوم أمس 40 عملية إعدام ميداني راح ضحيتها 973 مواطنًا من الطائفة العلوية، لترتفع حصيلة الضحايا حتى يوم أمس إلى 1453، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.

ويشير هذا التصعيد إلى استمرار النهج الدموي الذي تتبعه الجماعات المسلحة، والذي قد يؤدي إلى مزيد من التوترات الطائفية وإطالة أمد الأزمة في سوريا.

وتُثير هذه المجازر تساؤلات حول مستقبل سوريا، خاصة في ظل التواطؤ الدولي و الصمت المخزي تجاه هذه الجرائم.

المراقبون أكدوا أن تصريحات السيد عبد الملك الحوثي تعكس رؤية نقدية واضحة تجاه الأدوار الإقليمية والدولية في الأزمة السورية، وتؤكد أن الصراع في سوريا لم يعد مجرد حرب داخلية، بل هو جزء من لعبة جيوسياسية أكبر.

كما أن الجرائم المستمرة بحق المدنيين تستدعي تحركًا دوليًا جادًا، سواء على المستوى القانوني أو الإنساني، لوضع حد لهذه الفظائع وحماية النسيج الاجتماعي السوري نحو مزيد من التمزق.

وعليه يمكننا القول إن تصريحات السيد عبدالملك الحوثي سلطت الضوء على البعد الدولي للصراع السوري، وفتحت الباب أمام تساؤلات حول دور القوى الإقليمية والدولية في تغذية العنف داخل سوريا الجديدة.

وفي ظل استمرار هذه الجرائم، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى إمكانية التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي معاناة المدنيين السوريين، ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.

ويبقى التساؤل الأهم: هل ستتحرك القوى العالمية لوقف هذه الجرائم، أم أن المصالح السياسية ستظل تتحكم في مصير الأبرياء؟

قد يعجبك ايضا