المصدر الأول لاخبار اليمن

شهادات وأرقام مروعة.. معاناة سكان “حريصون” نتيجة التصعيد في الساحل السوري

“حريصون” قصة جديدة في سجل حملة التصعيد الطائفي في ساحل سوريا

كتب/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

شهدت سوريا خلال الأيام الماضية، أسوأ موجة من العنف وجرائم القتل الطائفي لمئات المدنيين، جاء ذلك على إثر توغل مسلحين متشددين بينهم مقاتلين أجانب محسوبون على حكومة دمشق الجديدة في الساحل السوري ذات الأغلبية العلوية.

ورغم إعلان حكومة دمشق وقف العمليات العسكرية في الساحل السوري، إلا أن سكان بلدة “حريصون” في ريف بانياس تفاجأوا بدخول القوات إلى بلدتهم، ما أجبر كثيرين منهم على الهروب تحت القصف الذي لم يميز بين المنازل والمحال التجارية، وبين الشجر والحجر والبشر.

شهادات مرعبة

وفي مشهد يعكس التناقض بين التصريحات الرسمية والواقع الميداني، وجدت أم محمد نفسها تهرع مع أطفالها الأربعة نحو الأراضي الزراعية المجاورة لقريتها حريصون في ريف بانياس غرب سوريا، بعد أن تصاعدت ألسنة اللهب من منازل جيرانها بفعل عمليات النهب والحرق التي نفذتها مجموعات مسلحة برفقة قوات وزارة الدفاع.

تقول أم محمد، وهي تحاول تهدئة أطفالها: “لا نعرف إلى أين نذهب، ولا مكان أمن لنا، الجوع ينهش أجسادنا، والكهرباء والماء مقطوعان منذ أيام، لكن الله معنا وسوف يحمينا.”

 

علي يونس أحد النازحين من بلدة حريصون يقول، “أثناء محاولتنا النزوح من البلدة، السبت الماضي، قام مسلحون من الجنسية التركمانية بإنزال أخي حسن من سيارته وقاموا بإعدامه أمامنا في حي القصور شرق مدرسة الصناعة حيث لايزال جثمانه في الأرض حتى هذه اللحظة”.

وأضاف علي: ” وعلى الرغم من هول الصدمة وبكاء أطفاله وزوجته، نزلنا من السيارة، وتمكنا من الهروب سيراً على الأقدام بأعجوبة”.

 

 

أزمة إنسانية تتفاقم

في المقابل، تتفاقم الأزمة الإنسانية في مدن الساحل السوري وجبلة، حيث تعاني العائلات من نقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، خاصة مع استمرار الفوضى الأمنية التي تشنها الحكومة الجديدة في مناطق العلويين بالساحل السوري.

محمد، وهو أحد الفارين من المنطقة، يقول بقلق: “نعيش منذ أربعة أيام دون خبز أو ماء، والأفران مغلقة في عدة مناطق، حتى في اللاذقية وجبلة.. نحن ننتظر الخلاص والفرج، لكن لا أحد يسمع صوتنا.”

أرقام مؤلمة ومشاهد دموية

وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه تمكن منذ الجمعة الماضية توثيق 40 جريمة انتقام وإعدام ميداني ارتكبتها عناصر تابعة لحكومة دمشق الجديدة، راح ضحيتها 1453 مدنياً من الطائفة العلوية، بينهم 973 قتلوا أمس الأحد، مبيناً أن هناك المئات من الضحايا لم يتمكن من توثيقها.

وأظهرت مشاهد فيديو مجازر بشعة لإعدامات ميدانية بحق مدنيين في بانياس غالبتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وجثث محروقة وأخرى ملقاه في الشوارع والطرقات.

كما وثق ناشطون ومؤسسات حقوقية مشاهد تظهر قيام عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع بجمع جثث الضحايا وإحراقها في مكبات القمامة ورمي البعض منها من قمم الجبال الوعرة في محاولة منها إخفاء بعض تلك الجرائم وذلك تزامناً مع وصول فرق مراقبة دولية للساحل السوري.

مناشدات الرمق الأخير

وفيما تواصل الحكومة السورية التأكيد على انتهاء العملية الأمنية، يبقى سكان حريصون ومدن الساحل الأخرى يواجهون واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث تزداد معاناتهم يومًا بعد يوم، في ظل غياب حلول فورية تضع حدًا لهذه الأزمة المتفاقمة.

وفي ظل هذا التصعيد، ناشد السكان وفد الأمم المتحدة، الذي كان يتجول في بانياس، التدخل العاجل لحمايتهم ووضع حد لما وصفوه بالانتهاكات الجسيمة.

قد يعجبك ايضا