المصدر الأول لاخبار اليمن

شاهد أبشع جريمة: أم سورية في وجه الإرهاب.. مواجهة بطولية رغم الألم

كتبها/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

في مشهد مؤثر يعكس صلابة المرأة السورية وسط أهوال جرائم الإبادة والقتل على أساس طائفي في الساحل السوري، واجهت أم ثكلى بشجاعة عالية عناصر مدججين بالسلاح من “هيئة تحرير الشام” بعد أن أقدموا على قتل أبنائها وحفيدها.

‏تهرع الأم “زريقة سباهية” (86 عام) من منزلها في قرية القبو العوامية في محافظة اللاذقية الساحلية مذعورة صوب الجلادين المدججين بالسلاح لعلها تجد في قلوبهم ذرة من الشفقة والرحمة ومكارم الأخلاق، كانت تظن أنها ستجد الرحمة التي أمر الله عباده المسلمين بالاقتداء والعمل بها.

الأم زريقة وصلت وقد سبق السيف العذل ووجدت جثث أبنائها كنان وسهيل ريحان وحفيدها محمد، ملقاه على الأرض ويقف فوق تلك الجثث جلادين لا يعلمون من الدين إلا اسمه كيف لا والإسلام بُني على الرحمة والأخلاق حين خاطب رسوله الكريم بقوله: {{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}}، وحين وصف رسوله (ص) بالقول: {{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}}.

لم تجد الأم رغم كبر سنها، أي من صفات المسلمين في قلوب من يدعون كذباً وزيفاً بأنهم مسلمون وحين دار بينها وبينهم حديث ممقوت ومعيب أسقط عنهم صفة الإسلام الثانية والمتمثلة في مكارم الأخلاق، حديث يخجل أي شخص من قوله لأم مكلومة فقدت فلذتي كبدها وحفيدها.

لم يكن لدى تلك الأم ما تواجه به قتلة مدججون بالسلاح سوى بضع كلمات، لكن كلماتها كانت أشد من الرصاص المتناثر على جثث أبنائها.. كانت عيناها تدمعان من الحزن، لكن صوتها بقي ثابتًا، يشع منه الصمود والتحدي.

يسأل الإرهابي وهو يتراجع خطوتين للخلف من الخوف الذي يقذفه الله في قلوب اليهود والمنافقين “هؤلاء أولادك؟”

أجابت الأم زريقة بصوت خافت، لكنه ثابت كثبوت الجبال: “نعم، أولادي أولادي.. الله لا يسامحكم “.

حاول إرهابي آخر استفزازها قائلاً: “والله سوف ندعس على كل علوي”

لكن الأم، التي لم تعد تملك ما تخسره، ترد بثبات وهي تستهزأ منهم “نعم ادعس، ادعس”.

‏يقول الإرهابي مرة أخرى ” سوف ندعس عليكم قريباً، لأنكم أنتم من بدأ”

لكن الأم، ردت عليه بصرامة: “كلا، لم نبدأ… الله لا يسامح من بدأ!”

حاول الإرهابي تبرير جرائم قتل المسلمين الأبرياء من الطائفة العلوية بالقول: “أنتم تقاتلون أهل السنة”.

فأجابته الأم بحزم: “كلا، فشرت!”

حاول آخر تضليل الحقيقة وإلقاء التهم جزافاً، فقال: “أنتم غدّارون”.

لكن الأم، التي عاشت الغدر بأقسى صوره، ردت بصلابة وثقة: “كلا، نحن لا نغدر… أنتم من غدر!”

لحظات من الصمت المقيت خيّمت في المكان، إذ لم يكن هناك سوى رائحة الدم وجثث أبنائها وحفيدها محمد وفوق تلك الجثث يقف القتلة رافضين مغادرة مسرح الجريمة، تفترش الأم الرصيف منتظرة ترك القتلة لجثث أطفالها لكن لا حياء ولا رحمة ولا ذمة للقتلة المجرمين الذي أصروا على قهر تلك الأم المسنة وظلوا فوق الجثث حتى منتصف الليل.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ظلت الأم زريقة 4 أيام تحرس جثث أبنائها وحفيدها، خشية أن يحرق جثثهم مسلحين من وزارتي الداخلية والدفاع التابعة لحكومة دمشق الجديدة من أن تأكل جثثهم الكلاب بعد أن مثل بها القتلة.

وأكد المرصد أن مسلحين من وزارتي الداخلية والدفاع التابعة لحكومة دمشق الجديدة، قاموا في 7 مارس الجاري باقتحام منزل وأخرجوا منه 3 شبان وقاموا بإعدامهم بعد نهب محتويات المنزل.

الأقسى لم يكن في الجريمة ولم يكن في رفض الجناة إعطاء الأم المسنة كرامة دفن أولادها وحفيدها بل كان رفض المسلحين تحقيق رغبة زريقة الوحيدة: الموت مع أبنائها.

ووفقا للمرصد السوري، “طلبت زريقة من المسلحين أن يقتلوها، فردوا: ‘بدنا إياكم تتعذبوا أكثر’”.

وقالت ابنة “زريقة سباهية”، إن الجناة لا زالوا يقيمون في المنزل المقابل لنا يسخرون من والدتي ويتبادلون النكت عليها.

لقد ضربت الأم “زريقة سباهية” أسمى صور الشجاعة وكانت بحق رمزًا لصمود سوريا في وجه الإرهاب المدعوم من حكام سوريا ومن خلفهم الولايات المتحدة وكيان الاحتلال وكل الدول الداعمة للإرهاب، وأثبتت بجسارة بأسها أن الأمهات في سوريا لم ولن تنكسر أرواحهن رغم كل الجراح.

قصة الأم زريقة وأولادها ليست مجرد رقم في سجل جرائم الإبادة والقتل الطائفي، بل هي شهادة حية لمئات القصص الوحشية التي ارتكبتها حكومة دمشق الجديدة بحق أبناء الطائفة العلوية.

 

قد يعجبك ايضا