المصدر الأول لاخبار اليمن

فلسطين أرض الدم على مر التاريخ والسفاح واحد

فلسطين أرض الدم على مر التاريخ والسفاح واحد

د.إسماعيل النجار/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

نبي الله أيوب عليه السلام عانَىَ ما عآناه بشخصِهِ كَفَرد، ولكن معاناة الشعب الفلسطيني كشعب طَغَت على ما مَرَّ على أيوب، وصبر الفلسطينيين للأسف لَم يُفقِد العالم الصبر،

منذ ألآف السنين وبيت المقدس هوَ موئِلُ الأنبياء ومسقط رؤوسهم، فيه كلم الله سيدنا موسى وفي أرضه غفر الله لداؤود وسليمان. وفيه وُلِدَ زكريا وعآنىَ من ظلم اليهود ما عاناه وقتلوه في بطن الشجرة وفيه وُلِدَ يحيَ وقُتِلَ في أرض أُمَيَّة فيه وُلِدَت مَريم واتُهِمَت بالزنا ما عاذَ الله وَوُلِدَ فيه روح الله عيسى وفيه صُلِبَ، وكإن هذه الأرض منذ الآف السنين كَتَبَ الله عليها أن تبقىَ تشربُ دماً والسفاح واحد هم اليهود،

في مطلع القرن العشرين عآدت معاناة سكان فلسطين إلى الواجهة وعلى يَد الصهاينة أنفُسَهُم، قتلوا ما يزيد عن عُشر الشعب الفلسطيني وارتكبوا المجازر في القرىَ وهُجِروا إلى غير رَجعه حتى الآن، ومع ذلك َرغم الموت والتهجير والألم بقي شعب الجبارين يقاوم ويقاتل المحتل فلم يساوم ولم يصافح، إلَّا ثُلَّةٌ من المنافقين الذين جاءَ بهم الإستعمار أُسوَةً بملوك الخليج وأمرائهم وملوك المغرب والإردن،

خانوا القضية وساوموا عليها ودنَّسوها وتاجروا بإسمها وساقوها إلى الهاوية،
إسرائيل هذه قتلت من الفلسطينيين الملايين خلال 75 عام وقتلت من العرب مئات الآلآف، ومع ذلك تَرَىَ الأنظَمة العربية منبطحه أمام إسرائيل خانعه خائفة تَتَوَدَّد قادة الكيان وتُمَجِدُ فيه!،

 

طوفان الأقصى وعملية الفرز

معركة طوفان الأقصى الأخيرة كانت الفيصل الذي فَرَزَ العربي الحُر عن الصهيوني المستعرب، فتبيَنَ بالإحصاء وقوف أغلبية الدُوَل العربية مع إسرائيل بإستثناء نصف لبنان وربع سوريا والعراق ونصف اليمن والجزائر وتونس،
أكثر من 175000 قتيل وجريح ومفقود مع دمار كامل قطاع غزة كانت نتيجة الإجرام الصهيوأميركي وبصمت غربي وعربي!، عانىَ خلال هذه الحرب الشعب الفلسطيني كشعب تحديداً معاناة كثيرة وكبيرة جداً، تُرُكَ خلال هذه الحرب الشعب الفلسطيني لمصيرَهُ لو لم يسانده حزب الله والفصائل العراقية المجاهدة وإيران واليمن،
أما باقي مُكَوِّنات العالم العربي كانت دائما جُلَّها متعامل وخائن ومحرض ومُمَوِّل للكيان الغاصب.

عام 1948 لعبَت الجامعة “العبرية” العربية الدور الأساسي بالقضاء على المقاومة الشعبيه الفلسطينية والعربية داخل فلسطين عن طريق ما يُسمىَ جيش الإنقاذ، وفي العام 1959 تآمرت دُوَل الخليج والمغرب والأردن على مصر خلال العدوان الثلاثي، وفي حرب تشرين سنة 1973 تآمرَت مصر ومعها جميع العرب ضد سوريا! وعام 1882 تآمرَت دوَل الخليج على الثورة الفلسطينية في لبنان، وفي العام 2006 تآمرت السعودية وقطر والإمارات مع إسرائيل علناً ضد حزب الله في لبنان وأخيراً حرب عام 2024،
هذا هو تاريخ العرب المجبول بالخيانة والدم،
دُوَل عربية على رأسها قيادات جبانة متخاذلة خانعة خاضعة متآمرة حقيرة رخيصة لا ثمن لها ورأس سعرها عند الأمريكيين نهاية في حُفرَة گ نهاية صدام حسين، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا زال يُذبَح ويُقصَف ومحاصر بلا ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا ملجئ آمن ولا ناصر ولا مُغيث، فلا يسعنا القول إلَّا أللهم إنك القادر وبك نستعين أللهُمَ إنك العارف ونحن الغافلين بيدك القدرة ولك المُلك إرسل على العرب قبل الصهاينة والأميركيين ريحاً صرصار وريحاً أصفر وريحاً حار عَلَّ الحيوانات البريئَة على وحه هذه الأرض ترتاح من رؤيَة وجوه هؤلاء البشر الذين قلوبهم أقسى من الحجر،

 

*صحافي وباحث سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا