تقاطُع الصواريخ في سماء تل أبيب: رسالة وحدة المقاومة
قراءة تحليلية حول الدعم اليمني لغزة وتوسّع المواجهة الإقليمية
تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل//
في تطورٍ يعكس مدى التلاحم بين قوى المقاومة في محور القدس، وجّه الناطق العسكري باسم كتائب عزالدين القسام، أبو عبيدة، اليوم الخميس، تحية لإخوانهم في اليمن على موقفهم المشرف والداعم المباشر لأهل غزة، مؤكداً أن هذه التضحيات تأتي رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه اليمنيون نصرةً للأقصى وفلسطين.
سماء يافا: وحدة المقاومة
أكد أبو عبيدة أن صواريخ اليمن التي استهدفت العمق “الإسرائيلي” تحمل دلالة واضحة على أن غزة ليست وحدها، بل تحظى بدعم الأحرار في الأمة الذين يرفضون الاستسلام لإرادة الاحتلال.
وقد تجلّى هذا الدعم عمليًا عندما تزامنت الصواريخ اليمنية مع صواريخ المقاومة الفلسطينية التي استهدفت يافا المحتلة “تل أبيب”، في مشهد يعكس اتساع نطاق المواجهة وتنامي قوة الردع لدى محور المقاومة.
تصعيد الرد
في سياق تصعيد الرد العسكري، قصفت كتائب القسام مدينة يافا المحتلة “تل أبيب” برشقات صاروخية من نوع “M90″، فيما استهدفت القوات المسلحة اليمنية مطار “بن غوريون” بصاروخ فرط صوتي من طراز “فلسطين 2“، ما أدى إلى حالة هلع واسعة النطاق بين المستوطنين الصهاينة، ودفع نحو مليوني شخص إلى الاحتماء بالملاجئ، فضلًا عن شللٍ في حركة الملاحة الجوية في يافا المحتلة.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان القوات اليمنية، استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية، الأمر الذي يعكس إصرارها على ممارسة الضغط العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي كجزء من استراتيجيتها المعلنة لمساندة القضية الفلسطينية.
حرب اقتصادية وضغط بحري
لم يقتصر الدعم اليمني لغزة على الصواريخ، بل امتد ليشمل التضييق على اقتصاد كيان الاحتلال “الإسرائيلي” من خلال فرض حظر على السفن المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.
هذا التحرك أربك “حكومة نتنياهو” وحلفاءها، ما دفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف مدنية يمنية، في محاولةٍ لكسر الطوق الذي تفرضه القوات اليمنية على الشحن البحري.
المقاومة الإقليمية
تصريحات أبو عبيدة التي دعت أحرار الأمة للانخراط في معركة الدفاع عن الأقصى تأتي في سياق التحوّل الكبير في طبيعة الصراع، حيث بات واضحًا أن المواجهة لم تعد محصورة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، بل تحولت إلى معركة إقليمية تتداخل فيها أطراف متعددة، كل منها يسعى إلى التأثير في ميزان القوى.
إن اتساع نطاق المواجهة واستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 1610 مدنيين خلال الأيام الماضية، يؤكد أن المنطقة تمر بمرحلة مفصلية قد تعيد رسم قواعد الاشتباك، مع إمكانية جرّ الاحتلال إلى سيناريوهات غير مسبوقة، في ظل تصاعد الدعم العسكري القادم من خارج فلسطين.
هل نحن أمام جبهة موحّدة ضد الاحتلال؟