المصدر الأول لاخبار اليمن

ما أهداف قوات الاحتلال من توسيع المناطق العازلة في غزة؟

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل//

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن وزير حرب قوات الاحتلال الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، اليوم الجمعة، عن إصدار أوامر لقواته باحتلال مناطق جديدة في قطاع غزة وإخلائها من الفلسطينيين، وذلك بذريعة “حماية التجمعات السكنية الإسرائيلية”.

هذا الإعلان يعكس تحولًا في الاستراتيجية “الإسرائيلية” تجاه القطاع المنكوب، حيث تسعى حكومة الاحتلال إلى فرض واقع جديد على الأرض من خلال توسيع “المناطق العازلة”، ما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه التحركات وتداعياتها على مستقبل قطاع غزة والمنطقة بأسرها.

الأهداف من التصعيد

تسعى حكومة الاحتلال من خلال توسيع المناطق العازلة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:

  • توسيع السيطرة العسكرية: من خلال احتلال مزيد من الأراضي في القطاع، تهدف من خلالها حكومة الاحتلال إلى خلق واقع أمني جديد يمنحها سيطرة أكبر على حدود قطاع غزة.

  • الضغط على المقاومة الفلسطينية: تكثيف العمليات العسكرية يعزز الضغوط على الفصائل الفلسطينية، في محاولة لانتزاع تنازلات تتعلق بملف الأسرى الصهاينة.

  • إعادة تشكيل الخارطة السكانية: بالإشارة إلى خطة “الهجرة الطوعية” التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وعلى ما يبدو أن هناك توجهاً صهيونياً لدفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري، مما يثير مخاوف من عملية تغيير ديمغرافي ممنهجة.

التداعيات الإنسانية والسياسية

استمرار العدوان الوحشي “الإسرائيلي” على قطاع غزة أدى حتى الآن إلى سقوط أكثر من 600 شهيد وما يزيد على ألف جريح منذ استئناف الهجمات فجر الثلاثاء الماضي، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تسببت الحرب في استشهاد وإصابة أكثر من 162 ألف فلسطيني، ومع استمرار عمليات القصف والحصار، حُرم أكثر من 2,4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة من أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الغذاء والدواء والمياه وحليب الأطفال ومستلزماتهم الضرورية، وفق بيان المكتب الحكومي في غزة.

على المستوى الإنساني، تزداد المخاوف بشأن كارثية الأوضاع في غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمعدات، بينما تفاقمت معاناة السكان بسبب انعدام الغذاء والمياه والكهرباء.

أما على المستوى السياسي، فمن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوات إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وسط إدانات دولية وتحذيرات من تفاقم الأزمة.

كما أن جرائم العدوان الإسرائيلي المستمرة قد تؤدي إلى زيادة عزلة كيان الاحتلال على الساحة الدولية، خاصة في ظل تصاعد الضغوط من بعض القوى الإقليمية والدولية لإنهاء العدوان.

سيناريوهات محتملة

وفي ظل هذا تصعيد قوات الاحتلال لجرائمها الوحشية المفرطة بحق المدنيين في غزة بشكل دموي أوسع، يمكننا القول إن السيناريوهات المستقبلية تبدو غامضة.. فإما أن تواصل حكومة الاحتلال عملياتها على أمل تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية، أو أن تؤدي الضغوط الدولية إلى تهدئة مؤقتة.

وفي كل الأحوال، يبقى الشعب الفلسطيني هو الضحية الأكبر لهذا التصعيد الدموي والوحشي، في ظل استمرار العدوان وسعي الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض.

قد يعجبك ايضا