تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
العدوان وحملة الإبادة الجارية لغزة ليست مفاجئة.
نتنياهو أعلنها وحدد زمنها ووسائلها عندما قبل وقف النار.
غزة وفصائلها تعرِفها واستعدت لها وتعرف نتنياهو وعنترياته وأهدافه وإجرامه.
بسالة وصبر أهل غزة وقدرات مجاهديها وإبداعاتهم معجزة بل أسطورة أساطير الشعوب والقرون وتزيد وتجعل الأسطورة واقعاً معاشاً.
قرارها أن تقاوم وتُستَشهد في العراء بلا طعام أو كهرباء وبلا ماء ولا تستسلم.
تقاتل بالصبر والثبات وبرفض التخلي عن الأرض والقضية والمقاومة ورجالها
رسالتها أنَّ التاريخ من صنعها وطوع ورجالها.
تجربتها غير مسبوقة فقد خُلقت لتكون العصية على الغزاة منذ بدء التاريخ -غزة المعمداني وهاشم – فاستحقت اسمها ومكانتها.
وتعود مفاتيح وبوابات الانتصارات واستعادة الشام وبرها والعربية لمكانتها ومهنتها في صنع وتستطير تاريخ مستقبل العرب والإقليم والعالم.
معاركها كانت مفاتيح سقوط الامبراطوريات وليس آخرها العثمانية بل وجديدها العالم الانجلوساكسوني المتوحش.
انتصاراتها المحققة في وجه بغاة العالم وجلاوزته منصة تحولات عظمى.
تقاتل العالم الانكلوساكسوني المتوحش لتدفنه وتسرع ولادة العالم الجديد.
تسطر حقيقة أنها وعربيتها وشامها مَن أنشا الحضارات وآمن بالرسالات السماوية وقدم للبشرية الحرف والحرفة والنوتة والقانون والمحراث واللون والنار والسيف وإدارة الشعوب والمجتمعات لتحقيق غاية الله.
صمت عربها وإسلامييها نُظم وشعوب وحركات مشاركة في ذبحها في شهر الخير والبركات حجة عليهم ودماؤها وأرواح أطفالها ونسائها وشيوخها عارٌ على من تخلى عنها فخرج من إنسانيته ودينه وقومه وقيمه وصار شريكاً في الإبادة والتوحش.
الساكت عن الحق شيطان أخرس!.
أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر.
دمها عرَّى زَيف ما كان من بنيان ظالم متوحش روج وساد تحت عناوين وشعارات؛ حقوق الإنسان والحيوان والجندَّرة والقانون الدولي والإنساني ومؤسساته وأدواته فالصمت والوجوم السائد أسقط كل الأكاذيب والمؤسسات وآلياتها واتضحت حقيقة العالم الجائر والنظام العالمي فنظام الغابة ارحم وأكثر رأفه.
طوفانها العجائبي كان خياراً صائباً ومتحسباً وعارفاً بموازين القوى وبهمجية العالم الانجلوساكسوني وذراعه القذرة إسرائيل.
فالطوفان إرادة الخالق والإمرة لغزة العزة لأنها ذراعه وقوته وأداته لتحقيق غايته من رميته.
رمية الله في الطوفان المعجزة نبأ بنهاية الظلم في العالم وشرارة البدء بمسيرة التحرير.
لا تستعجلوا نعي المقاومة والتوهم بانتصار المجرمين وبتحقيق أوهامهم بتصفية القضية
غزة تصبر ورجالها يستعدون ويُعدون العدة ويعرفون من أين تؤكل الكتف
صليات الصواريخ وصلت لتل أبيب برغم ما أصابها من تدمير وإبادة وهذه معجزة أيضاً!
رجالها أعدو المفخخات والكمائن وأروع الرجال الأساطير وسيفاجؤون فالمسافة صفر ملعبهم.
غداً تنتهي أهداف نتنياهو ويُؤمِن تصويتاً على الموازنة وينهي إسرائيل ’الأشكنازية’ وتهيمن ’يهودا’ عليها
وسيعود صاغراً إلى اتفاق التبادل فغزة تستشهد ولن تساوم أو تغير ولن تستسلم.
هزيمة نتنياهو تقررت منذ الطوفان العجائبية ونهاية إسرائيل أعلنها بلسانه عندما قال: (حرب وجود إن هُزِمنا فيها فلا مكان لنا في المنطقة).
عندما اختار الله أن تكون رميته غزاويه وهبها المجد وقرر أنها منصة إطلاق ’صفارة التحرير’ تحرير فلسطين والعالم من جور وظلم وإرهاب أسود وجوقة تدمير الأمم والشعوب وتغيير خلق الله.
مهمة عظيمةٌ لا تقوى عليها أمم وقارات وامبراطوريات،
تقدَّمت لها غزة وأبلت وتبلي وتصمد وتضحي وأيضا تقاتل.
غداً لناظره قريب فالنصر صبر ساعة
وأحلك الليل آخره
ماذا بعد في جعبة نتنياهو غير عراضة التدمير والإبادة وعراضات القصف من سماء لطيرانه السيطرة المطلقة فيها في لبنان وسورية وغزة واليمن وربما العراق وإيران بالطيران وهو سلاح انغلوساكسوني وليس إسرائيلي؟!
بالأمس تصافحت صواريخ غزة واليمن في سماء يافا فسماء فلسطين كأرضها لها وللمقاتلين أصحاب الحق تعانقت وذهب كلٌّ إلى هدفه.
وغداً يلتقي الرجال باسمون ويشتبكون من مسافة صفر حيث لا فاعلية للعراضات والطيران ولا للحرب السّرية ويكون التحرير!
رميه الله في الطوفان العجائبية إشارة البدء وتحقيق الوعد آت بل قريب.
عناوين للإطلاع والمراجعة:
1. مقال للدكتور ميخايل عوض على موقع (إضاءات الالكتروني) بتاريخ 30/نوفمبر/2023 بعنوان: (غزة اسطورة المقاومة وإبداعاتها، تعيد تعريف حقوق الانسان والحيوان ايضا.)
2. مقال للدكتور ميخائيل عوض على موقع (الدفاع العربي الالكتروني) بتاريخ 25/مارس/2024 بعنوان: (إسرائيل هُزِمَت ولن يكون لها النصر في هذه الحرب)
3. مقال للدكتور ميخائيل عوض على موقع (لا.. الالكتروني) بتاريخ 8/أكتوبر/2024 بعنوان: (ميزان القوى الكلي والبيئة الاستراتيجية عاملا النصر)
4. مقال للدكتور ميخائيل عوض على موقع (الموقف الالكتروني) بتاريخ 12/نوفمبر/2023 بعنوان: (طوفان الاقصى للتحريك ام للتحرير(
5. مقال للدكتور ميخائيل عوض على موقع (سبتمبر نت الالكتروني) بتاريخ 15/يوليو/2024 بعنوان: (حرب غزة.. سقوط الكذبة وتبديد الأوهام)
6. مقال للدكتور ميخائيل عوض على موقع (إضاءات الالكتروني) بتاريخ 31/يوليو/2024 بعنوان: (وهم قواعد الاشتباك ومسؤولية ترك نتنياهو يعبث!؟)
7. لقاء على منصة (Lebanon On youtube) بتاريخ مارس/2024 بعنوان: (أمر غير مسبوق من 400 سنة: الحرب الكبرى بعد رمضان..)
8. لقاء على منصة (تفاعل ميخائيل عوض يوتيوب) بتاريخ 20/3/2025 بعنوان: (نتنياهو يبد غزة وترمب يعتدي على اليمن متى ايران)
9. لقاء على منصة (تفاعل ميخائيل عوض يوتيوب) بتاريخ يناير/2025 بعنوان: (حوار تفاعلي بعد انتصار غزة وتسلم ترامب ورئاسة لبنان المنطقة والعالم إلى أين)
10. لقاء على منصة (Roula Nasr youtube) بتاريخ نوفمبر/2024 بعنوان: (تحولات فرط استراتيجية سببها غزة( !
كاتب ومحلل سياسي لبناني.