تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل//
في تطور لافت، استهدفت المقاومة الفلسطينية، لليوم الثاني على التوالي، مدينة عسقلان المحتلة بصواريخ أُطلقت من شمال قطاع غزة، ما دفع قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تفعيل منظومة القبة الحديدية لاعتراضها.
هذا التصعيد يعكس أبعادًا استراتيجية واضحة تتجاوز مجرد الرد التكتيكي إلى محاولة فرض معادلة جديدة في الصراع القائم.
دلالات استهداف عسقلان
يأتي استهداف عسقلان المحتلة في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا مستمرًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تواصل شن غاراتها على مواقع مختلفة في القطاع.
ويرى المراقبون أن هذا القصف يحمل رسائل واضحة للمؤسسة العسكرية والسياسية في كيان الاحتلال، تتمثل في الآتي:
-
الرد على تصعيد جرائم الاحتلال: يمثل إطلاق الصواريخ ردًا مباشرًا على الغارات الصهيونية المتكررة، ويؤكد على معادلة “القصف بالقصف” التي تسعى المقاومة إلى تثبيتها.
-
إثبات القدرة العسكرية: رغم الضغوط الميدانية والهجمات المستمرة، تُظهر المقاومة الفلسطينية أنها لا تزال قادرة على ضرب العمق “الإسرائيلي”، مما يعزز موقعها التفاوضي.
-
الضغط على “حكومة نتنياهو”: يهدف هذا التصعيد إلى إيصال رسالة إلى “حكومة نتنياهو” بأن استمرار العدوان على غزة لن يمر دون رد، وهو ما قد يضع حكومة الاحتلال أمام خيارات صعبة تتعلق بمدى استعدادها للتصعيد أو التهدئة.
انعكاسات القصف المتبادل
التطور الأخير يضع الطرفين أمام احتمالات عدة، أبرزها:
-
تصعيد أوسع: إذا استمر القصف المتبادل، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد أشمل يشمل عمليات عسكرية أوسع في غزة، وربما تدخلات إقليمية.
-
تعزيز الجهود الدبلوماسية للتهدئة: في المقابل، قد يدفع هذا التصعيد الأطراف الإقليمية والدولية إلى تكثيف جهود الوساطة لمنع تفاقم الأوضاع.