المصدر الأول لاخبار اليمن

تصاعد أزمة كيان الاحتلال.. بين الاحتجاجات والتصعيد في غزة

تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//

يعيش كيان الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أكثر فتراته توترًا، مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية ضد قرارات حكومة “بنيامين نتنياهو”، وكذا في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة.

فالتظاهرات التي شهدتها ساحة “هبيما” في يافا المحتلة “تل أبيب“، لليوم الثالث على التوالي، تعكس حجم الغضب الشعبي المتزايد، ليس فقط بسبب إقالة رئيس الشاباك “رونين بار” والمستشارة القضائية “غالي بهراف ميارا”، ولكن أيضًا بسبب عجز “حكومة نتنياهو” عن تأمين الإفراج عن الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

أزمة ثقة

إقالة رئيس “الشاباك” والمستشارة القضائية، جاءت في توقيت حساس، حيث يشهد الكيان الإسرائيلي انقسامًا سياسيًا غير مسبوق.

رفض “رونين بار” الاستقالة عندما طُلب منه ذلك، دفع “نتنياهو” إلى اتخاذ قرار الإقالة، ما أثار موجة انتقادات شديدة من المعارضة وحتى داخل الأوساط الأمنية.

تأجيل تنفيذ الإقالة لمدة شهر، كما ذكرت القناة 12 العبرية، يعكس مدى الاضطراب داخل المؤسسة الأمنية، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة “نتنياهو” على اتخاذ قرارات حاسمة دون إحداث مزيد من الفوضى الداخلية.

حرب غزة.. وسيلة “نتنياهو” للهروب

في ظل تزايد الاحتجاجات، لجأت حكومة الاحتلال إلى تجديد القصف العنيف على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 640 فلسطينيًا وإصابة المئات خلال أيام قليلة.

ويرى مراقبون أن “نتنياهو” يستخدم التصعيد العسكري كوسيلة لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية، خاصة بعد توجيه المستشارة القانونية له تهم تتلق بالفساد، وكذا مع تزايد الضغط من عائلات الأسرى الذين يرون أن حكومة الاحتلال تتجاهل معاناتهم لصالح الحسابات السياسية.

التنصل من اتفاق تبادل الأسرى

إحدى أكثر القضايا حساسية في هذه الأزمة هي تنصل حكومة الاحتلال من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، الذي استمر 58 يومًا بوساطة قطرية ومصرية ودعم أمريكي.

هذا التراجع يزيد من حدة الغضب الداخلي، حيث ترى العائلات أن “نتنياهو” يعرّض حياة الأسرى الصهاينة للخطر من أجل مكاسب سياسية.

التداعيات المحتملة

مع استمرار الاحتجاجات وتزايد الانتقادات الداخلية، يبدو أن “حكومة نتنياهو” تواجه أزمة غير مسبوقة قد تؤدي إلى تصدعات داخلية أعمق. كما أن فشل الحكومة في إدارة ملف الأسرى، إلى جانب الصدام مع الأجهزة الأمنية والقضائية، قد يسرّع من سقوطها، أو على الأقل يضعف قدرة نتنياهو على التحكم في المشهد السياسي.

ويمكننا القول، إن كيان الاحتلال الإسرائيلي اليوم أمام اختبار حقيقي، فإما أن تجد قيادتها حلًا سياسيًا للأزمة الداخلية، أو أن تتجه نحو مزيد من التصعيد العسكري والتوتر الداخلي، ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرارها في المدى القريب والبعيد.

قد يعجبك ايضا