تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
لتركيا موقعٌ حاكم ومقررٌ في العالم
سورية بوابة تركيا للصعود والسيطرة فكانت (مرج دابق) خطوتها الأولى في الألف ميل فتوسعت وكانت أطول عمراً للإمبراطوريات ويوم هُزمت في غزة في الحرب العالمية الأولى وغزة ’شامية’ تراجعت واندثرت عثمانيتها على ماهي عليه.
تركيا والكيانات نتاجات الحرب العالمية الأولى
الكيانات والنظم والجغرافية القائمة نتجت عن الحرب العالمية الأولى ودامت قرابة المئة عام واستنفذت صلاحياتها ووظائفها ومبررات وجودها وبدأت تنفجر على نفسها وتقيم بها الفوضى وتزيد وتتمدد
العراق-ليبيا – سورية-اليمن افغانستان -السودان – الصومال-والكيان الصهيوني، والآتي دوره تركيا والأخريات كلها.
روما “الثانية” الشرقية أي روما السورية قامت في القسطنطينية وأنطاكيا وسادت عصراً.
القيصر بطرس الأكبر أوصى بالقسطنطينية لإقامة روما الثالثة وبوتن بحسب كسينجر وريثه ومنفذ وصاياه، وكاترين العظيمة خاضت الحروب بلا هوادة ضد السلطنة العثمانية وفي المتوسط وساحل الشام ومن أجل المضائق والمياه الدافئة.
أتاتورك عرف قيمتها ونجا بها من التقسيم واقتطع لواء الإسكندريون بالتآمر مع الحلفاء، فأعطى فرنسا رأس الثورة الوطنية السورية بمقابل اللواء وأَورَبَة وعلمنة تركيا.
ثم تشكلت منصة إسناد وتخادم مع إسرائيل وخط دفاع أول عن الغرب والأطلسي في وجه المد الشيوعي وصعود روسيا برغم ما قدمه لأتاتورك لينين والبلاشفة من ذهب وسلاح ورجال.
عرفت حكومة الشركات ولوبي العولمة قيمتها فوظفتها بتقانة وسعت لانتداب شخوصها لإدارتها وانتزاع إسلامها الذي اسسه (أربكان) راديكالياً استقلالياً فاشترت (أردوغان) و(أوغلوا) لينشقا ويؤسسا حزب العدالة والتنمية وقد وصفهم (أربكان) علناً بعملاء’ السي اي ايه’ لتشويه الإسلام وتخديم مشاريع الغرب وأمريكا.
أردوغان أعلن بلسانه أنه وكيل الشرق الأوسط الجديد الأمريكي الإسرائيلي وتطَّوع للمهمة وتساوق مع حاجات العولمة لتصنيع تركيا ’’فقاعة’’ اقتصادية ليبرالية وإسلام سني وسطي لاحتواء الإسلام الراديكالي وتطويع المسلَّح وتوظيفه لصالح سيده لوبي العولمة ولمنافسة إيران والتوازن مع ظاهرتها الشيعية الراديكالية الاجتماعية والاستقلالية.
تأمنت’’ الأردوغانيه’’ ليس لقدراتها بل للوظيفة المكلَّفة بها وبإسنادٍ وتبني من لوبي العولمة، ولحاجات روسيا وإيران والصين
ونفذَّت الأردوغانية التعليمات فقادت الفوضى في العرب والعالم الإسلامي وأفريقيا ونشرت قواعدها وجنودها ووظَّفت جيش ’’الإرهاب الأردوغاني الإخواني’’ حيث طلب السيد منها. وأخيراً غدرت بروسيا وإيران والصين في سورية، وكانوا سند أردوغان وأنقذوه مرتين في انقلاب ٢٠١٦ وانتخابات الرئاسة الاخيرة.
لله رمياتٌ محكمة وللظرف الموضوعي وحاجات الأزمنة لزوم وحاجات ونظم ودول.
قررت رمية الله والظروف وجوب إنتهاء الأردوغانية الإخوانية لانتفاء دورها ووظيفتها في التحولات الجارية عالمياً واقليمياً وفي تركيا
فكانت’ غلطة الشاطر بألف’ وأقدم أردوغان على فعلته باعتقال إمام أوغلو والقمع الشامل
شرارة في غابة يابسة وفي فصل الحرائق؟ أم بروفا التغيير؟
الكلمة الفصل للشارع وتصاعده وديمومته واتساعه.
في علوم المجتمعات والثورات ونضج الظروف للحريق وبحسب تعريف’’ ابن خلدون’’ للفوضى (كحقبة ضرورية لموت القديم وولادة الجديد) وبحسب’’ لينين’’ (الظرف الثوري الذي قد ينتج فوضى لا ثورة إذا لم يتوفر الثوريون.)
بحسب العلوم والواقع المعاش والجاري فتركيا نضجت وتتوفر فيها كل العلامات والأسباب للحريق ونُضج الظرف الثوري ودنو زمن الفوضى ’’الخلدونيه’’.
قولنا ليس تنظيراً ولا رجماً بالغيب ولا إرادويه. فكل قارئ ومهتم يستطيع التثبت بكبسة إصبع والبحث في غوغل والذكاء الصناعي عن نضج شروط الفوضى والثورة.
الشروط وتثبتوا أنها موفورة في تركيا؛
١-أزمة عميقة وطنية شاملة أو اقتصادية اجتماعية مالية.
٢-استنفاذ المنظومة/الطبقة/النظام لمشروعياته ولقدرته على احتواء الأزمات بإصلاحات أو وعود.
٣-اللجوء للقمع السافر والشامل.
٤-اكتساب الشارع الخبرات بخوض النضالات القطاعية والجهوية والفئوية.
٥-تحولات الشارع والمعارضة واكتسابها الخبرة، والسعي إلى وحدة المتضررين، والاستثمار بصراعات فصائل المنظومة.
٦-صراعات في النظام وكتله/ المنظومة/ الطبقة.
الجاري في تركيا وحالتها تبدو كلها وأكثر متوفرة وعلى نحو باين لا لبس فيه.
الأرجح وبعد أيام على اندلاع الشارع وتوحد المعارضة وتصميمها فالشرارة سَتُلهِب الغابة’ لا بروفا’
والأكثر أهمية وفاعلية أنَّ البيئتين الإقليمية والدولية في أعلى حاجاتها لانفجار تركيا وسَوقها إلى الفوضى أو التغيير الجذري والحدي.
روسيا، إيران، الصين، السعودية، الإمارات ومصر لا مصلحة لها بحماية أردوغان بل جلُّ مصالحها بتفكيك تركيا وإزالة خطرها الأردوغاني العثماني الإرهابي.
ترامب وماسك لهم ثأرية من أردوغان والإخوان وقطر، وشطبهم حاجة لاستكمال قطع أذرع لوبي العولمة وأوروبا مخصيه!
الشرارة وقعت والغابة يابسة في فصل الحرائق
حاجات الأزمنة وتحولات العالم والإقليم وتوفر الشروط كلها لسقوط الأردوغانية ودفن الإخوانية والإرهاب الأسود نضجت واستوجب زمانها.
الحدث التركي زلزالي في الإقليم والعالم وقد سرَّعته سورية الحاكمة في مستقبل تركيا والعالم منذ دابق وغزة.
انفجار تركيا سيغير كثيراً وستكون له أثارٌ نوعية وتاريخية وغير مسبوقة.
استبشروا!
عناوين للاطلاع والمراجعة:
1. تغريدة للدكتور ميخائيل عوض على موقعه على منصة (X ) بعنوان (هل دخلت تركيا اردوغان زمن الفوضى؟؟ بتاريخ 20/مارس/2025.
2. لقاء مع الدكتور ميخائيل عوض على منصة (Roula Nasr youtube ) بتاريخ 23/3/2025.
3. لقاء تفاعلي مع الدكتور ميخائيل عوض على منصة (تفاعل ميخائيل عوض youtube ) بعنوان (ضربة أوردوغان الاستباقية واستشراف مستقبل تركيا) بتاريخ 20/مارس/2025.