هل يتمكن محور المقاومة من قراءة العقل الصهيوني؟
مابعد غزة ولبنان.. هل يتمكن محور المقاومة من قراءة العقل الصهيوني؟
تحليل/د.إسماعيل النجار/وكالة الصحافة اليمنية//
إيران ومِحوَر المقاومة لم يقرأوا ما قاله نتنياهو جيداً، وراهنوا على صمود غزة وخزب الله والتدمير قائم فصدمتهم سوريا بسقوطها المفاحئ والسريع،
لَم يَعُد ينفع الندم، ولو زرعنا ألَّلاو لكانت قد نبتَت “يا ريت” أمريكا وإسرائيل والسعودية حققوا ثلاثة أهداف بضربة واحدة، تدمير وشبه إنهاء غزة وما بقي يقاوم لن يصمُد طويلاً، وحصار حزب الله وإستفزازه بشكل يومي داخلياً وخارجياً حيث أصبحَ عاجزاً عن الرَد، وإسقاط النظام في سوريا وفرض سيطرة الإرهابيين عليها وخلق تهديد عسكري للبنان حصراً، كل ذلك سببه عدم قراءَة عقل العدو جيداً والإستهزاء والتراخي والتَغَنِّي بفائض القوة،
لذلك أقول مجنون مَن يقول أن قرار إسقاط سوريا هو وليد الساعه وغير عاقل مَن لا يفهم العقل الصهيوني كيف يخطط ويخلق المبررات لتحقيق أهدافه،
وهناك أمثِلَة كثيرة على طبيعة تعاطيه مع المراحل،
شواهد
ففي عام 1945 دفعت بريطانيا بطالب صربي لإغتيال ولي عهد النمسا فاشتعلت الحرب العالمية الثانية،
وبقرار أميركي نفس العام تم تأسيس الجامعة العربية التي أسست لهزيمة المقاومة الشعبيه في فلسطين واعلان دولة إسرائيل،
وفي العام 1964 بإيعاز أميركي سري للدُوَل العربية تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لضبضبة العمل الفدائي وإنقاذ إسرائيل فكانت أوسلوا أهم مواليدها أواخر القرن العشرين،
في العام 1973 خطط السادات مع الأميركيين لخوض حرب خاطفة مع سوريا بشرط عدم تجاوز الجيش المصري البحيرات السبع لصنع نصر وهمي يُخرج أكبر دولة عربية من ساحة الصراع العربي الصهيوني وبالفعل كانَ كامب دايڨيد مولود نصر تشرين الوهمي سيد الإتفاقيات المُذِلَّة مع إسرائيل،
في العام 1990 حرض جورج بوش صدام حسين على شَن حرب على إيران لأنها نادت بزوال إسرائيل كما طلبت منه دخول الكويت واتخذ بعدها الأمر حُجة لإخراجه من الأراضي الكويتية وتم تدمير نصف الجيش العراقي ودُفِن أكثر من عشرة الآف جندي في الصحراء وهم أحياء،
في العام 1982 نفذ الموساد محاولة اغتيال وهمية لسفير إسرائيل في لندن لتكون حجة لإجتياح آرييل شارون بجيشه لبنان ووصوله إلى العاصمة بيروت وتوقيع إتفاق 17 أيار بين الدولتين الذي أسقطته خركة أمل بمساندة سوريا فيما بعد،
بتاريخ 11 سبتمبر عام 2001 تم تفجير بُرجَي التجارة العالمي من قِبَل الإستخبارات الأميركية والإسرائيلية بعملية مُرَكَّبَة تبريراً لإجتياح أفغانستان والهدف سرقة الثروات ومحاصرة إيران،
عام 2003 إجتاحت أميركا العراق بحجة إمتلاكه أسلحة دمار شامل والعالم بأجمعه يعرف أنها كذبة مدبرَة واتخذت واشنطن وبريطانيا قرار الحرب من خارج مجلس الآمن ضاربين بعرض الخائط كل المؤسسات الدوليه،
وبالأمس تم إسقاط سوريا بعد 14 سنة من النضال والصمود بتآمر روسي تركي إسرائيلي والحبل عالجرار،
لذلك أيها الإخوة أن كل ما يحصل في بلادنا من نكسات وخسارات نحنُ مَن يُهَيئ لها الأسباب التي يستغلها العدو بعدم إدراكنا للعقل الصهيوني والغربي كيف يُفكِر، الشخص الوحيد الذي كان يدرك ويعرف ويحفظ عن ظهر قلب عقل العدو وغاياته هو الشهيد القائد السيد حسن نصرالله ولم يَكُن أي أحد مهتماً بمعرفة العدو أو سؤال سماحته عن الأمر لذلك عندما إغتالوا السيد تم تنفيذ كامل المخططات دفعه واحدة من دون أي عائق، اليوم علينا جميعاً أن نسأل ماذا ينتظرنا بعد غزة في لبنان وماذا ينتظر العراق واليمن وإيران؟
إسرائيل نفذت عملياً شق طريق أسمته ممر داؤود يصل من الجولان حتى حدود العراق، وسوريا آيلَة للتقسيم إلى أربع دويلات دولة الأكراد بحماية أميركا، ودولة الدروز بحماية إسرائيل، ودولة سُنِيَة بحماية تركيا، ودولة أقليات بحماية روسيا وإيران، أيضاً لبنان آيِل للتفتيت والسقوط في لُجَج نيران الحرب الأهليه مجدداً والسبب سياسة القوات اللبنانية وحزب الكتائب والكنيسة المارونية مع العلم أن المستهدف الأساسي في وطن الأرز هو الوجود المسيحي لكن تعاطي قادة الأحزاب المسيحية الرئيسية وعلى رأسهم سيد بكركي بحقد ضد حزب الله والطائفة الشيعيه أنساهم الهدف الصهيوأميركي بإفراغ لبنان منهم لإن مكانهم سيسكن فيه فلسطينيي ألـ ٤٨ الذين تنوي إسرائيل تهجيرهم إلى لبنان،
أيها اللبنانيون،
إعقلوا وقاتلوا مجتمعين دفاعاً عن وجودكم وليسَ فُرآدَىَ فَتُأكلون يوم أُكِلَ الثور الأبيض،