تحليل/عبدالكريم مطهرمفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
شكلت عملية “يكنعام” جنوب حيفا البطولية، التي نفذها الشاب الفلسطيني كرم جبارين نقطة تحول جديدة في سياق المقاومة الفلسطينية، حيث تعكس هذه العملية بوضوح تزايد انخراط الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948 في العمل النضالي، مما يثير قلق الاحتلال الإسرائيلي من تنامي هذه الظاهرة التي باتت تشكل تهديدًا وجوديًا له.
رسائل ميدانية قوية
تميزت هذه العملية بعدة عوامل استثنائية، أبرزها كون المنفذ من فلسطينيي الداخل المحتل ويحمل جنسية كيان الاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس فشل الاحتلال في دمج فلسطينيي الداخل المحتل أو ما يعرفوا ايضاً باسم فلسطينيي 48 ضمن نسيجه السياسي والاجتماعي.
تأتي هذه العملية كرد طبيعي على سياسات الاحتلال القمعية، التي تشمل التمييز العنصري، هدم المنازل، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
قلق “إسرائيلي” متزايد
تعكس ردود الفعل داخل كيان الاحتلال حالة من الارتباك، حيث سارعت الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ تدابير مشددة، من بينها تكثيف حملات الاعتقال والتضييق الأمني على الفلسطينيين في الداخل.
هذا التصعيد يعكس قلق الاحتلال من تكرار مثل هذه العمليات، خاصة أن تنفيذها من داخل أراضي 1948 يجعل من الصعب على الاحتلال توقعها أو إحباطها مسبقًا.
دلالات العملية وتأثيرها
تشير هذه العملية إلى عدة دلالات استراتيجية، من بينها:
-
تحول المقاومة إلى الداخل المحتل: إذ لم تعد العمليات مقتصرة على الضفة الغربية أو غزة، بل باتت تشمل فلسطينيي الداخل، الذين يحاول الاحتلال منذ عقود تحييدهم عن القضية الفلسطينية.
-
فشل سياسة التطبيع الداخلي: حيث تكشف العملية عن أن الهوية الوطنية الفلسطينية لا تزال حاضرة بقوة رغم المحاولات الإسرائيلية لطمسها.
-
انعكاسات مستقبلية على المشهد الأمني: فقد تدفع هذه العمليات الاحتلال إلى مزيد من الإجراءات القمعية، ما قد يؤدي إلى ردود فعل أعنف من قبل المقاومة الفلسطينية.
المقاومة تبارك وتتوعد
في بيان رسمي، باركت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية، معتبرة أنها جزء من الرد الطبيعي على الجرائم الإسرائيلية المستمرة، لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكدت الفصائل أن المقاومة ستواصل تصعيدها في مواجهة الاحتلال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
ما الذي يحمله المستقبل؟